الحكمة في ارض البرونز بقلم د.رحاب سليمان

موقع أيام نيوز

‫اذا علمــت مــا بداخلــى‪،‬لــذا قــررت اخبارهــا حيــن أتأكــد مــن مشــاعرها‬
              ‫تجاهــى‪،‬وانهــا بالفعــل تتقبلنــى فــى حياتها‪،‬بــل تحبنــى‪.‬‬
‫عدنــا الــى القصــر‪،‬وكانــت إيليــن تتعامــل معــى كإحــدى افــراد االســرة‬
‫المقربيــن‪،‬وهــذا اســعدنى تمامــا‪،‬جلســنا نتحــدث عــن رحلتنــا‪،‬ورأيــت‬

‫بريــق بعينيهــا‪،‬كنــت مشــدود لكلماتهــا واســلوبها‪،‬وكانــت تقــول ان تلــك‬
‫هــى مرتــى االولــى فهــذه الرحلــة تشــبه الحلــم‪،‬تلــك الكلمــات البســيطة لــم‬
‫تعلــم إيليــن مــدى تأثــرى بهــا‪،‬قلــت إليليــن بــدءا ً مــن الغــد ســنقوم بالعمــل‬
‫بالمشــروع الزراعــى‪،‬وأريــدك معــى جنبـا ً الــى جنب‪،‬فتحمســت إيليــن وقالــت‬
 ‫انــا بانتظــار ذلــك بفــارغ لصبــر‪.‬‬
‫فــى اليــوم التالــى ســمعت صــوت إيليــن تغنــى‪،‬كانــت تشــدو اغنيــة جميلــة‬
‫بصــوت عــذب‪،‬تذكــرت حيــن كانــت تغنــى فــى أرض البرونــز‪،‬وتأكــدت‬
‫انهــا بــدأت تشــعر بالطمأنينــة التامــة والســعادة‪،‬قمــت باالغتســال‪،‬وتعطــرت‬
‫بعطــرى المفضــل‪،‬ونزلــت لتنــاول طعــام الفطــور‪،‬حيــن رأتنــى إيليــن توقفــت‬
‫عــن الغنــاء‪،‬قلــت لهــا لمــا توقفتــى فصوتــك جميــل‪،‬فقالــت‪:‬تلــك هــى عادتــى‬
‫حيــن أقــوم بتجهيــز الطعــام أســلى نفســى وأغنــى‪،‬فقلت لهــا‪:‬اســعدنى بالفعل‬
‫صوتــك الجميــل أتمنــى أن أســمع هــذا الصــوت العــذب كل يــوم‪،‬فابتســمت‬
‫وتناولنــا افطارنــا ســويًا‪،‬حياتــى اآلن هــى إيليــن‪،‬هــى كل مــا اتمنــى بهــذه‬
  ‫الدنيــا‪.‬‬
‫ذهبنــا معــا ً الــى المزرعــة ومشــروعنا الضخــم‪،‬قمــت بتعريــف إيليــن‬
‫للمهندســين والعمــال بالمزرعــة‪،‬وأخبرتهــم ان إيليــن هى زوجتى وشــريكتى‬
‫بهــذا المشــروع‪،‬لــذا هــى لهــا لكلمــة العليــا هنــا‪،‬تفاجئــت إيليــن مــن كلماتــى‬
 ‫تلــك‪،‬وتعجبــت وقالــت‪:‬شــريكتك!‬

‫قلــت لهــا‪:‬نعــم انتــى شــريكتى بــدءا ً مــن تلــك اللحظــة وعلينــا ان نعمل ســويا ً‬
‫فــى انجــاح هــذا المشــروع‪،‬الحظــت إيليــن عمــال يقومــون ببنــاء بيت بســيط‬
‫فــى وســط المزرعــة‪،‬قمــت انــا بتصميــم هــذا البيــت‪،‬وهــو صــورة طبــق‬
‫االصــل مــن منزلنــا فــى أرض البرونــز‪،‬وقفــت إيليــن مبهــورة بمــا تــرى‪،‬‬

‫ورأيــت هــذا حيــن نظــرت اليهــا‪،‬وفاجأتنــى كلمــات إيليــن حيــن قالــت لــى‪،‬‬
‫اننــى أحلــم دائمـا ً بهــذا المنــزل‪،‬كمــا حلمــت بحجرتــى بالقصــر مــن قبــل‪،‬هذا‬
‫االمــر فعـًا هــذا أمــر غريــب‪،‬ولكنــى لــم أوضــح لهــا ولــم أتحــدث عــن أرض‬
‫البرونــز‪،‬واعتقــدت ان هــذا ليــس الوقــت المناســب الخبارهــا عــن أرض‬
‫البرونــز‪،‬قلــت إليليــن‪:‬اننــا ســنعيش هنــا كــى نســتطيع االشــراف ومتابعــة‬
‫مشــروعنا‪،‬فوافقــت علــى الفــور وأبــدت ســعادتها‪،‬فإيليــن اعتــادت علــى‬
‫الحيــاة البســيطة الخاليــة مــن التعقيــدات‪،‬كنــا نعمــل مع ـًا‪،‬ونتابــع العمــل‬
‫جيــدًا‪،‬كانــت إيليــن معــى يــدا ً بيــد‪،‬وبــدأت بــوادر نجــاح المشــروع وكانــت‬
‫ســعادتنا بذلــك ال توصــف‪،‬تلــك الحيــاة البســيطة كان لهــا تأثيــر الســحر على‬
‫حياتــى‪،‬كنــت اســتيقظ كل يــوم علــى صــوت إيليــن العــذب‪،‬وهــى تشــدو‬
‫أجمــل االغانــى‪،‬وتقــوم بتجهيــز طعــام الفطــور‪،‬كنــا نمــر ســويا ً بالعديــد‬
‫مــن المواقــف‪،‬وكنــا نتعــاون معـا ً لتخطــى تلــك المواقــف واالزمــات‪،‬لــم تعــد‬
‫إيليــن تلمــح بإنهــاء الــزواج‪،‬وكان هــذا يســعدنى‪،‬وكلمــا كنــت اقــرر البــوح‬
‫لهــا بحقيقــة مشــاعرى‪،‬كان ينتابنــى القلــق‪،‬وكنــت اتراجــع عــن ذلــك‪،‬الــى‬
‫أن جــاء يــوم وقالــت لــى إيليــن‪:‬اريــد التحــدث معــك فــى أمــر هام‪،‬تمنيــت لــو‬
‫انهــا تعبــر عــن ســعادتها معــى‪،‬او تخبرنــى بأنهــا تريــد اســتكمال حياتهــا‬
‫معــى‪،‬وقالــت لــى إيليــن‪:‬انهــا منــذ انتقلــت للعيــش هنــا فــى هــذه المزرعــة‬
‫وهــى تحلــم يوميـا ً بمــكان غريــب‪،‬كل شــىء بــه برونــزى اللــون‪،‬‬
‬ ‫المنــزل يشــبه تمامــا منزلنــا هــذا‪،‬أراك أنــت ايضـا ً بهــذا المنــزل‪،‬وارى اننــا‬
‫نعمــل ســويا ً جنبـا ً الــى جنــب‪،‬كل يــوم أرى حلــم مختلــف‪،‬ال أعلــم حقيقــة مــا‬
‫يحــدث لــى‪،‬ولكنــى أعلــم جيــدا ً أن هــذا الشــىء غريــب‪،‬قلــت لهــا‪:‬الداعــى‬
‫للقلــق يــا إيليــن أعتقــد أنــه حــان الوقــت ألخبــرك بحقيقــة األمــر‪،‬مــا حــدث‬
‫معــى يــا ايليــن هــو بمثابــة معجــزة‪،‬فــا أعلــم حقيقــة األمــر الــذى مــررت‬
‫بــه‪،‬ولكنــى أعلــم جيــدًا‪،‬ان هــذا كان ســبب التغييــر الكبيــر الــذى غيــر حياتــى‬


‫مــن حيــاة تعيســة‪،‬وكــم عانيــت مــن مشــاعر الوحــدة القاســية‪،‬كان عالمــى‬
‫بأكملــه عبــارة عــن آالم وأحــزان‪،‬ال أؤمــن بالحــب نهائيــا ً وكنــت أتجنــب‬
‫اآلخريــن‪،‬وكنــت اعتقــد أن كل مــن حولــى هــم طامعيــن فــى ثروتى‪،‬بالرغــم‬
‫مــن حيــاة الرفاهيــة التــى أعيشــها اال اننــى لــم أشــعر بهــا‪،‬ثــم فجــأة وجــدت‬
‫نفســى فــى عالــم الالزمــان والالمــكان‪،‬اعتقــد انــه عالــم مــوازى لعالمنــا‪،‬‬
‫وأختارنــى هــذا العالــم الغيــر كافــة معتقداتــى‪،‬وأعيــش الحــب الــذى كنــت‬
‫أنكــر وجــوده‪،‬هــذا العالــم يختلــف عــن عالمنــا هنــا تمــام اإلختــاف‪،‬هــذا‬
‫المــكان لــم أحكــى ألحــد عنــه النــه درب مــن دروب الخيــال‪،‬ثــم حكيــت لهــا‬
‫حكايــة أرض البرونــز ومــا حــدث معــى‪،‬ولقاءنــا ســويا ً فــى أرض البرونــز‪،‬‬
‫والزراعــة التــى تعلمتهــا هنــاك واتقنتها‪،‬وهــذا دليــل علــى ان مــا حــدث معــى‬
‫شــىء حقيقــى‪،‬وليــس تهيــآت أو خيــال‪،‬أجمــل مــا شــعرت بــه هــو اننــى‬
‫أدركــت حينهــا اننــى كنــت افتقــد الكثيــر مــن األشــياء‪،‬و أن الشــىء األهــم‬
‫فــى حياتــى هــو مقابلتــك مــرة ثانيــة هنــا فــى تلــك االرض‪،‬وهــذا مــا دفعنــى‬
‫للبحــث عنــك‪،‬وحيــن رأيتــك للمــرة االولــى هنــا‪،‬كنــت أكاد أطــول الســماء‪،‬‬
‫كاد قلبــى أن يتوقــف مــن شــدة فرحتــى‪،‬أصبحــت اتمنــى اســعادك فقــط‪،‬وهــذا‬
‫هــو شــغلى الشــاغل‪،‬اننــى احببتــك يــا إيليــن فــى ارض البرونــز‪،‬‬

‫وحيــن عــدت الــى هنــا كنــت فــى حالــة يرثــى لهــا الــى أن قابلتــك مــرة ثانيــة‪،‬‬
‫زواجــى منــك يــا إيليــن هــو زواج حقيقــى خاصــة مــن جانبــى‪،‬كنــت اريــد‬
‫اســتمرار حياتــى معــك وتكويــن عائلتنــا الخاصــة‪،‬فاســتغربت إيليــن لكالمــى‬
‫هــذا‪،‬وقالــت‪:‬انهــا بالفعــل ترانــى باالحــام‪،‬وفــى بعــض االحــام تــرى اننــا‬
‫لدينــا عائلــة جميلــة‪،‬واســتطردت حديثهــا بقــول ال أعلــم مــا الــذى حــدث‬
‫لنــا‪،‬وهــل هــذا درب مــن الجنــون؟ ام هــذا لمحــة لجعــل حياتنــا أفضــل‪،‬‬
‫قبــل دخولــى الــى عالمــك كنــت أشــعر بالوحدةأنــا أيضـًا‪،‬فلقــد فقــدت والــدى‬
‫منــذ صغــرى حيــث ماتــت والدتــى بأزمــة قلبيــة‪،‬وتوفــى والــدى بعدهــا‬
‫بأيــام حزن ـا ً عليهــا‪،‬كان حبهمــا يضــرب بــه المثــل‪،‬ثــم انتقلــت الــى بيــت‬
‫عمــى‪،‬وكانــت زوجــة عمــى تعاملنــى بســوء‪،‬فكانــت تعتبرنــى خادمــة لهــا‬
‫ولبناتهــا كان الوضــع يشــبه قصــة ســندريال كثيــرا ً لــم اســتطيع العيــش‬
‫معهــم‪،‬واســتكمال حياتــى بهــذا الوضــع‪،‬فقــررت االنتقــال مــن بيــت عمــى‪،‬‬
‫واالعتمــاد علــى نفســى‪،‬واعالــة نفســى بالكامــل‪،‬حتــى اآلن عمــى هــو‬
‫الوصــى علــى أمالكــى‪،‬لــى حســاب بالبنــك‪،‬ولكنــه لــم يعطينــى أى نقــود‬
‫منــه‪،‬عملــت لمــدة عاميــن فــى مشــتل للزهــور‪،‬ولكــن كنــت ال اســتطيع‬
‫الجمــع بيــن الدراســة والعمــل لطــول مــدة العمــل‪،‬حتــى قــرأت اعالنــك وانــه‬
‫براتــب مجــزى‪،‬حيــن رأيتــك للمــرة األولــى‪،‬شــعرت اننــى رأيتــك مــن قبــل‪،‬‬
‫والشــعور األغــرب هــو احساســى بأنــى اعرفــك جيــدا ً لــذا تمنيــت أن توافــق‬
‫علــى تعيينــى‪،‬وقبولــى فــى تلــك الوظيفــة‪،‬بالفعــل زاد التقــارب بيننــا فــى‬
‫تلــك الفتــرة التــى عملــت بهــا معــك‪،‬وكنــت أراك دائم ـا ً فــى أحالمــى‪،‬وال‬
‫أعلــم الســبب الحقيقــى فــى ذلــك‪،‬فقصتنــا بالفعــل تعتبــر درب مــن الخيــال‪.‬‬
‫وانــا أصدقــك فــى كل كلمــة قلتهــا‪،‬فكيــف يمكنــك تجهيــز الحجــرة التــى كنــت‬
 ‫أراهــا فــى منامــى‪،‬ايض ـا ً منــزل المزرعــة‪،‬‬
‬‫كنــت أعتقــد انــه مــن وحــى خيالــى‪،‬اننــى اآلن أدركــت حقـا ً أن ســعادتى بيــن‬
 ‫يــدى ولــم أكــن أشــعر بهــا ‪.‬‬
‫فقلــت لهــا‪:‬اننــى ســعيد يــا إيليــن بمــا أســمع منك‪،‬تأكــدت اآلن ان مشــاعرنا‬
‫متبادلــة‪،‬واننــا نســير معــا ً فــى نفــس الطريــق‪،‬انتــى حبيبتــى يــا إيليــن‪،‬‬
‫وأتمنــى أن ننشــىء عائلتنــا الخاصــة‪،‬وأن تكــون حياتنــا مثــال يحتــذى بــه‪،‬‬
  ‫فأنــا بالفعــل بحاجــة اليكــى ‪.‬‬
 ‫فقالــت إيليــن‪:‬اننــى اتمنــى أن أعيــش معــك مــا تبقــى مــن عمرى‪،‬وانا أشــعر‬
‫بالســعادة معــك‪،‬ولكــن علينــا االنتظــار حتــى االنتهــاء مــن دراســتى‪،‬وأيضـا ً‬
 ‫أتأكــد مــن مشــاعرى تجاهــك‪،‬دعنــا ال نغيــر وضعنــا الحالــى‪،‬وامنحنــى‬
 ‫فرصــة مــن الوقــت‪،‬حتــى انتهــى مــن الســنة النهائيــة بالكليــة‪،‬دعنــا نعتبــر‬
 ‫هــذا العــام كفتــرة خطوبــة‪،‬فوافقتهــا علــى الفــور ولــم أظهــر أى اعتــراض‬
 ‫وقلــت فــى قــرارة نفســى يكفــى أن تكــون إيليــن بجــوارى‪،‬وان تعيــش معــى‪.‬‬
‫اســتمر هــذا الحــال كنــا نشــبه وضعنــا فــى أرض البرونــز تمامـًا‪،‬كان بيننــا‬
‫مصارحــة بالمشــاعر‪،‬وهــذا جعــل المســافة بيننــا تبــدأ فــى التالشــى‪،‬كنــا‬
‫نتنــزه ســويًا‪،‬وكانــت تطلــب منــى إيليــن أن أمــارس عملــى فــى مجــال‬
‫الهندســة المعماريــة‪،‬وال أوجــه كل اهتمامــى بالمزرعــة‪،‬كنــت أحــاول‬
‫تنظيموقتــى قــدر المســتطاع‪،‬ولكــن كان همــى االكبــر هــو كيــف يمكننــى‬
 ‫اســعاد إيليــن دائم ـًا‪.‬‬
‫بــدأت دراســة إيليــن‪،‬والســنة النهائيــة‪،‬وكمــا أخبرتنــى إيليــن أنهــا اصبحــت‬
‫حديــث الجامعــة لزواجهــا منــى‪،‬وأعلــم جيــدا ً أن إيليــن تحــب البســاطة‪،‬‬
‫وتكــره حيــاة التعقيــد‪،‬والتكلــف‪،‬لــذا كنــت أحــاول قــدر االمــكان بالتخفيــف‬
 ‫عنهــا‪،‬‬
  ‫كانــت إيليــن فــى هــذا العــام تجتهــد كثيــرا ً وتحــاول الجمــع بيــن المزرعــة‬
 ‫وبيــن دراســتها‪،‬ولكنــى كنــت أســاعدها‪،‬وحكيــت اليليــن عــن المعلــم‬
‫الضوئــى‪،‬وطريقــة التعليــم الفريــدة مــن نوعهــا فــى أرض البرونــز‪،‬ايضـا ً‬
 ‫الخبــرات التــى اكتســبتها‪،‬و طبيعــة االرض هنــاك وحصــاد المحصــول فــى‬
 ‫نفــس يــوم زراعتــه‪،‬كانــت إيليــن حيــن اتحــدث عــن أرض البرونــز تندهــش‬
 ‫وتريــد منــى االســتمرار فــى الحديــث عــن هــذا المــكان‪.‬‬
‫مــرت االيــام وانتهــت إيليــن مــن دراســتها بــدأت المســافة بيننــا فــى التالشــى‬
‫تدريجنــا‪،‬كل منــا كان يشــاور اآلخــر فــى كافــة األمــور‪،‬كنــا نشــبه أمــى‬
‫وأبــى فــى عالقتهــم الرائعــة‪،‬وبــدأت أشــعر بنظــرات حــب ايليــن لــى‪،‬بــدأت‬
‫حياتنــا مع ـا ً فــى التطــور‪،‬أصبحنــا كالــروح الواحــدة فــى جســدين‪،‬تقاربنــا‬
‫جيــدًا‪،‬وتحــول زواجنــا الــى زواج حقيقــى‪،‬تالشــت كل المســافات بيننــا‪،‬كان‬
    ‫منزلنــا البســيط هــذا بمثابــة الجنــة علــى األرض‪.‬‬
‫وفــى يــوم مــن االيــام رأيــت إيليــن مجهــدة‪،‬وال تقــوى علــى الوقــوف علــى‬
‫قدميهــا‪،‬فأحضــرت الطبيــب لالطمئنــان عليهــا‪،‬كنــت أشــعر بالقلــق عليهــا‪،‬‬
‫فهــى كل مــا لــى فــى هــذه الدنيــا‪،‬الــى أن رأيــت الطبيــب يبتســم ويبشــرنى‬
‫بحملهــا‪،‬تلــك اللحظــة كانــت أروع لحظــة صادفتنــى بعــد عثــورى علــى‬
‫إيليــن مــرة أخــرى‪،‬شــعرت بأننــى ملكــت الدنيــا بمــا فيهــا‪،‬ســأرزق بطفــل‬
‫جميــل مــن زوجتــى وحبيبتــى‪،‬لــم أكــن اصــدق نفســى‪،‬تذكــرت الحلــم الــذى‬
‫كنــت أحلمــه دائمـا ً ورؤيتــى لــى وإيليــن ومعنــا ابنائنــا ونلعــب ســويًا‪،‬عبرت‬
‫عــن ســعادتى إليليــن وهــى أيضـا ً كانــت فــى منتهــى الســعادة‪،‬جلســنا نتفــق‬
‫ســويا ً علــى أســماء الطفــل‪،‬هــى تمنــت ولــد يشــبهنى وانــا تمنيــت ابنــة‬
  ‫تشــبهها‪،‬وفــى النهايــة اتفقنــا ان مهمــا كان نــوع الطفــل فســوف يكــون‬

‫أجمــل طفــل بالعالــم‪،‬حرصــت علــى لمحافظــة علــى صحــة إيليــن‪،‬وايض ـا ً‬
‫وفــرت لهــا ممرضــة‪،‬تكــون بجوارهــا‪،‬فــى أوقــات عملــى‪،‬ذهبنــا انــا وإيليــن‬
‫لعمــل ســونار للطفــل‪،‬ســمعت صــوت دقــات قلبــه‪،‬وســألنا الطبيــب عــن نــوع‬
‫الطفــل وأخبرنــا انهــم تــوأم ولــد وبنــت‪،‬ســعدنا كثيــرا ً بذلــك فــكل احالمــى‬
  ‫تتحقــق‪،‬منــذ ذهابــى الرض البرونــز‪،‬‬
‫بعــد ميــاد أطفالنــا‪،‬اصبــح لدينــا عائلــة جميلــة‪،‬إزداد جمــال إيليــن فــى‬
‫عينــى‪،‬فهــى الزوجــة الجميلــة المحبــة‪،‬ادركــت جيــدا ً ان حياتــى الســابقة لــم‬
‫تكــن حيــاة‪،‬كنــا نجلــس مــع عمــال المزرعــة ونتســامر ســويًا‪،‬كان الجميــع‬
‫يحبــون أبنائــى‪،‬ويلعبــون معهــم‪،‬قمــت ببنــاء مبانــى للعمــال واســرهم‬
‫بالمزرعــة‪،‬كــى يشــعروا باالســتقرار‪،‬حياتــى اآلن أصبحــت حيــاة تملؤهــا‬
‫الســعادة‪،‬تختلــف كثيــرا ً عــن الســابق‪،‬حيــث تحولــت مــن الجحيــم والوحــدة‬
‫الــى حيــاة كلهــا ســعادة ‪،‬أدركــت المعنــى الحقيقــى لكلمــة العائلــة‪،‬كنــت‬
‫أخــاف جيــدا ً علــى عائلتــى وأجنبهــم وســائل االعــام المختلفــة‪،‬أهدافــى اآلن‬
‫أصبحــت واضحــة‪،‬ال أعلــم حقـا ً ماهــى حقيقــة أرض البرونــز‪،‬ولكنهــا هــى‬
‫النقطــة الفاصلــة فــى حياتــى‪،‬تعلمــت منهــا الكثيــر مــن القيــم الرائعــة‪،‬مثــل‬
‫اتقــان العمــل‪،‬البســاطة‪،‬محبــة االخريــن‪،‬واهــم شــىء تعلمتــه اننــى كنــت‬
‫افتقــد الكثيــر‪،‬حيــث كنــت افتقــد الحــب‪،‬وافتقــد العائلــة‪،‬كنــت اتعامــل بكبــر‬
‫وقســوة مــع مــن حولــى‪،‬ادركــت حقـا ً أهميــة حياتــى الحاليــة‪،‬وال اســتطيع‬
‫مبادلتهــا بكنــوز االرض‪،‬ادركــت حقــا ً اهميــة الحــب الــذى يمنــح الحيــاة‬
‫الش��غف والســعادة‪،‬تَغي��ر عالمــى ً الــذى كان يعتمــد علــى المظاهــر الخادعــة‪،‬‬
‫واألمــوال الطائلــة كثيــرًا‪،‬كنــت فيمــا مضــى اننــى لــن أحــب ولــن أتــزوج‪،‬‬
‫وكان هــذا هــو الخطــأ األكبــر فمــا أجمــل حيــاة العائلــة اذا صــادف االنســان‬
 ‫الحــب الحقيقــى فهــو حق ـا ً فــى ســعادة حقيقيــة ‪.‬‬

‫خامتة‬

‫قــد نحظــى بالعديــد مــن النعــم فــى حياتنــا‪،‬ولكننــا ال نشــعر بهــا‪،‬بســبب‬
‫اعتيادنــا لهــا‪،‬وقــد نقتقــد الكثيــر مــن األشــياء وال نــدرك أننــا نفقــد الكثيــر‪،‬‬
‫القيــم والمثــل ال غنــى عنهــم فــى مجتمــع يســوده الحــب والمــودة والعطــاء‪،‬‬
‫المحبــة بيــن النــاس‪،‬والحــب الحقيقــى‪،‬وحيــاة العائلــة همــا كنــز ال يقــدره‬
‫ســوى مــن ُحــرم منــه‪،‬يجــب أن نحافــظ علــى النعــم التــى وهبهــا هللا لنــا‪،‬‬
  ‫والرضــا هــو ســر مــن أســرار الســعادة‪.‬‬

تم نسخ الرابط