الحكمة في ارض البرونز بقلم د.رحاب سليمان
اســتمر عملــى بجهــد واتقــان،كــى أحصــل علــى ســعادتى التــى عشــتها هنــا،
واســتفيد بــكل مــا تعلمتــه هنــا،لقــد تعلمــت الكثيــر،اكتســبت خبــرة كبيــرة
فــى الزراعــة،عشــقت العمــل اليــدوى،أصبحــت أخشــى الوحــدة التــى كنــت
معتــادا ً عليهــا،أحببــت الحيــاة البســيطة،اكتســبت الكثيــر مــن القيــم هنــا .
شــعرت بالحــب الحقيقــى تجــاه إيليــن،تمنيــت أن يســتمر زواجنــا،ونعيــش
معـا ً لالبــد،عشــقت ابتســامتها الســاحرة،نظراتهــا البريئــة،تعجبنــى جميــع
تفاصيلهــا،وســلوكياتها،عالقتهــا بمــن حولهــا،حســن تصرفهــا،ذكائهــا.
اريــد العــودة لحياتــى الســابقة،أخشــى أن افتقــد إيليــن،ولكــن إيليــن كانــت
تطمئننــى،وتخبرنــى أنهــا متأكــدة مــن نجاحــى فــى االختبــار الثانــى،وانهــا
ســتظهر لــى فــى حياتــى الحقيقيــة،ظلــت إيليــن تطمئننــى،كانــت تهتــم بكافــة
لــى فــى يومــى األول هنــا،أن المحظوظــون هــم مــن أتــوا الــى أرض البرونز.
غــدا يــوم االختبــار الثانــى،وبنــاءا ً عليــه ســأعود لحياتــى القديمــة،ســأعود
للوحــدة مــرة أخــرى،إيليــن قالــت لــى:هنــاك أمــر أريــد أن أخبــرك بــه،حــي
الفتــرة التــى مكثتهــا هنــا بمثابــة حلــم كبيــر حلمــت بــه،أخبــرك بذلــك حتــى
ال تصــدم بعودتــك،وتشــك فــى قدراتــك العقليــة،ال تخشــى فقدانــى،حياتنــا
ســتصبح أجمــل فــى حياتــك الحقيقيــة،انتظــر وســترى.
اللذيــذ،وتمنــت لــى التوفيــق،اصطحبتنــى وذهبنــا ســويا ً الى الســاحة الكبرى
،بــدأ جميــع االعضــاء الجــدد يتجمعــون فــى الســاحة،ثــم رأيــت االعــان عــن
نتائــج فتــرة التقييــم الثانيــة،ظهــرت الشاشــة أمامــى مكتــوب عليهــا اســمى،
وتــم كتابــة جملــة تهانينــا لقــد اجتــزت فتــرة اقامتــك بــأرض البرونــز بنجــاح
ســاحق،لــذا ستســتعيد حياتــك القديمــة والعــودة الــى حياتــك الحقيقــة،بجانــب
ســعادتك هنــا بــأرض البرونــز،ســتظهر زوجتــك لــك مــرة أخــرى ولكــن فــى
حياتــك الحقيقيــة،كل مــا تعلمتــه هنــا هــى خبــرات اكتســبتها فعليــًا،وهــى
خبــرات حقيقــة،وتســتطيع ممارســة هــذا العمــل فــى حياتــك الحقيقيــة
العــودة ســتكون الليلــة،ســيفتح الممــراآلن لــكل مــن نجــح فــى التقييــم،رأيــت
الدمــوع فــى عيــون زوجتــى،ولكنهــا أخبرتنــى انهــا ســعيدة مــن أجلــى،قلــت
لهــا:ســأفتقد الحيــاة هنــا معــك،فقالــت ال تقلــق،ستســتعيد ســعادتك كاملــة،
ســتصبح حياتــك الجديــدة أفضــل كثيــرا ً مــن حياتــك الســابقة،هيــا اذهــب قبــل
غلــق الممــر،قلــت لهــا واذا غلــق وانــا هنــا،قالــت:ســتضيع فرصتــك فــى
العــودة لحياتــك ولــن أكــون زوجتــك هنــا مــرة أخــرى،
وصمتــت برهــة وهــى تبكــى ثــم اســتطردت حديثهــا وقالــت:الســبيل الوحيــد
لجمعنــا ســويا ً هــو أن تعــود ألرضــك الحقيقيــة،قالــت لــى هيــا قبــل غلــق
الممــر،كلماتهــا تلــك أصابتنــى بحالــة مــن الرعــب،فلــم أكــن أقــوى علــى
تركهــا،ولكنــى أدرك جيــدا ً أننــى يجــب أن أخــرج مــن هنــا فــورًا،كــى ال يغلــق
الممــر وتضيــع فرصتــى الحقيقــة فــى لقــاء ايليــن مــرة أخــرى،بكينــا ســويًا،
واتفقــت معهــا اننــى ســأجدك حتم ـًا،فقالــت لــى أنــا فــى عالمــك
ســأكون قريبــة منــك،فــا داعــى للبحــث فــى بلــدان أخــرى،ســأكون بالفعــل
فــى مدينتــك،كالمهــا هــذا اســعدنى كثيــرًا.
انتهــى لقاؤنــا انــا وايليــن،ووعدتهــا اننــى ســأراها مــرة أخــرى،وســنعيش
مع ـا ً ســعداء مــا تبقــى مــن حياتنــا.
وجريت مهروالً للوصول الساحة الكبرى .
الفصل اخلامس
العودة
تجمعنــا جميعـا ً فــى الســاحة،مثــل اليــوم األول وتــم تحديــد األشــخاص الذيــن
إجتــازوا اختبــار أرض البرونــز،وبالطبــع كنــت منهــم،تجمعنــا وفجــأة ظهــر
لــكل منــا ممــره الخــاص،حيــن يتــم النــداء عليــه،نـ ّ
ـودى علــى إســمى ورأيــت
ممريظهــر فجــأة أمامــى،وقيــل لــى إذهــب يــا نــادر نتمنــى لــك التوفيــق فــى
حياتــك،انــت تســتحق حيــاة أفضــل ممــا كنــت تعيشــها،وقفــت علــى بدايــة
الممــر،وســحبنى الممــر الــى شــاطىء البحــر فــى ثــوان معــدودة،وفجــأة
غلــق الممــر،وكأن شــيئا ُ لــم يكــن عــدت الــى شــاطىء البحــر،نفــس المــكانُ
الــذى صعــدت منــه الــى الممــر،شــعرت بألــم داخلــى كبيــر،الفتقــادى ُ
صحبــة
إيليــن،أدركــت كــم كنــت ســعيدا فــى أرض البرونــز،انتابنــى شــعور بالخــوف
والقلــق والفقــدان،ولكنــى تذكــرت كلمــات إيليــن بأننــى طالمــا نجحــت فــى
أرض البرونــز ســأراها هنــا،وســأعيش معهــا بســعادة،أصبــح هــذا هــو
األمــل الــذى أحيــا بــه،ادركــت معنــى الحــب الحقيقــى،والمــودة والرحمــة
بيــن الزوجيــن،طمأنــت نفســى وقلــت ســأرى إيليــن مــرة أخــرى،ال أملــك
ســوى الصبــر،ســيمنحنى القــدر فرصــة ثانيــة،ألعــوض مــا فاتنــى مــن
ســعادة حقيقيــة،وأعيــش هــذا الحــب مــرة أخــرى،عــدت الــى قصــرى،رأيت
مدبــرة المنــزل كعادتهــا،تقــول لــى انهــا أعــدت طعــام العشــاء،باالصنــاف
التــى طلبتهــا اليــوم،تذكــرت كلمــة إيليــن،أن الزمــن فــى أرضــى الحقيقيــة
لــن يتغيــر،وســأعود فــى نفــس التوقيــت الــذى ذهبــت فيــه،قلــت لها:اننــى ال
اريــد تنــاول العشــاء،ســأصعد الــى غرفتــى،شــعرت بالوحــدة القاتلــة التــى
كنــت أعيــش فيهــا،افتقــد إيليــن زوجتــى وحبيبتــى،متــى ســتظهر أمامــى؟
وأيــن؟
اننــى فــى حالــة مــن الحــزن الشــديد،ولكــن لــدى أمــل كبيــر،انــى ســأراها