الحكمة في ارض البرونز بقلم د.رحاب سليمان

موقع أيام نيوز

‫تعالــج األمــراض المختلفــة‪،‬لــذا اي ـا ً كان مــا تعانيــه‪،‬ســتالحظ أن جســدك‬
‫تــم شــفاؤه بــكل ســهوله‪،‬فــا يوجــد أطبــاء نهائيـا ً بــأرض البرونــز‪،‬يوجــد‬
 ‫علمــاء فقــط يقومــون بعملــون علــى تطويــر العلــم والمعرفــة‬
‫كنــت أشــعر بالدهشــة‪،‬وإيليــن تتحــدث عــن هــذا العالــم الغريــب الــذى لــم‬

 ‫اتخيلــه يوم ـا ً ‪.‬‬
‫ســألت ايليــن أريــد أن أعــرف هــل أرض البرونــز كوكــب خــارج المجــرة‪،‬‬
 ‫ويبعــد عــن األرض كثيــرا ً‬
‫فقالــت لــى‪:‬يوجــد بعــض األســئلة التــى لــن أســتطيع اإلجابــة عنهــا‪،‬منهــا‬
‫هــذا الســؤال‪،‬وفــى األســبوع األول مــن اقامتــك هنــا‪،‬لــن أســتطيع إجابتــك‬
‫عــن العديــد مــن األســئلة التــى تــدور فــى ذهنــك‪،‬ولكنــى ســأخبرك بالمهــام‬
‫اليوميــة‪،‬والمعلومــات التــى ســوف تســاعدك فــى اتمــام مهمتــك هنــا فــى‬
‫أرض البرونــز‪،‬وهــذه هــى القوانيــن هنــا‪،‬فللمعرفــة أوقــات محــددة‪،‬وهنــاك‬
‫أمــور اذا علمتهــا مــن البدايــة لــن تســتفيد كثيــرًا‪،‬بــل ســتضرك‪،‬لــذا ســتعلم‬
 ‫كل شــىء فــى حينــه وأوانــه‪.‬‬
‫اخبرتنــى إيليــن أن وقــت القيلولــة قــد اقتــرب فهــو بعــد ســاعتين مــن تنــاول‬
‫طعــام الغــذاء‪،‬وهنــا ينــام جميــع ســكان أرض البرونــز فــى هــذا الوقــت‪،‬‬
‫وذلــك لشــحن الجســد وراحتــه ‪.‬‬‬
‫تالشــت مخاوفــى‪،‬وبــدأت أشــعر بالطمأنينــة‪،‬وبــدأ يجذبى هــذا العالــم الغريب‬
‫بســبب المعرفــة الهائلــة‪،‬والتطــور التكنولوجــى الرائــع‪،‬الــذى أدهشــتنى‬
‫بتفاصيلــة‪،‬عالــم يتميــز بغموضــه وأســراره‪،‬تملكنــى الفضــول حــول مــا‬
 ‫اعيشــه هنــا‪،‬شــعرت بأننــى أريــد معرفــة المزيــد ‪.‬‬
‫نمــت وقــت القيلولــة‪،‬وشــعرت بتجــدد طاقتــى‪،‬واســتيقظت علــى همــس إيلين‬
‫بصــوت رقيــق لتخبرنــى أننــا ســنقوم كل يــوم بنشــاط مختلــف فــى الفتــرة‬
‫المســائية‪،‬واليــوم ســنقوم بالتنــزه فــى الحديقــة الكبــرى لتجديــد طاقتنــا‬
‫واالســتمتاع بوقتنــا‪،‬بالفعــل قمــت واســتعديت للخــروج مــع زوجتــى‪،‬ورأيــت‬
‫ســيارة صغيــرة أمــام منزلــى‪،‬يظهــر عليهــا شاشــة ضوئيــة مكتــوب عليهــا‬
‫(أهــا بــكَ يــا نــادر)‪،‬فنظــرت الــى زوجتــى وســألتها هــل هــذه ســيارتى؟ قالــت‬
‫نعــم انهــا ســيارتنا وبهــا نظــام تحكــم يســاعدك علــى تعلــم القيــادة الخاصــة‬
‫بــأرض البرونــز‪،‬فالقيــادة هنــا تختلــف عــن عالمــك‪،‬كمــا رأيــت باألمــس‬
‫الطريــق يســير بالمشــاة مــن جانــب الــى آخــر‪،‬هنــا ايضـا ً لــن تشــعر بالزمــن‬


‫داخــل الســيارة‪،‬الن بهــا نظــام جــى بــى اس متطــور‪،‬يســمعك ويجيبــك‪،‬تنطــق‬
‫اســم المــكان الــذى تريــد التوجــه اليــه‪،‬وســتصحبك الســيارة فقــط فــى ثــوان‬
‫معــدودة‪،‬مهمــا كانــت المســافة بعيــدة‪،‬حيــن اقتربــت مــن الســيارة‪،‬فتحــت‬
‫أبوابهــا فشــعرت بالذهــول جــراء ذلــك‪،‬فقالــت لــى زوجتــى‪:‬ال داعــى للقلــق‪،‬‬
‫جميــع الســيارات هنــا مــزودة بنظــام استشــعار‪،‬ليشــعر بوجــود صاحبهــا هــذا‬
‫النظــام يتــم بنــاؤه مــن خــال جهــاز تحليــل الشــخصية الــذى قــام بتحليــل‬
‫شــخصيتك ســابقًا‪،‬ســألنى الجهــاز أى مــكان أريــد التوجــه؟ فقلــت الحديقــة‬
‫العامــة‪،‬وبعــد أقــل مــن دقيقــة وصلنــا الــى الحديقــة العامــة‪،‬وهــى عبــارة‬
‫عــن متنــزه رائــع‪،‬بــه زهــور رائعــة بألــوان جميلــة‪،‬ســألت زوجتــى لمــاذا‬
‫تلــك الزهــور بألوانهــا الطبيعيــة وليســت برونزيــة اللــون فهــى أيضـا ً نباتــات؟‬
‫فقالــت لــى‪:‬اللــون البرونــزى هنــا فــى المحاصيــل الزراعيــة التــى تبــاع‬
‫وتشــترى‪،‬ليكــون عالمــة علــى انهــا تــم زراعتهــا بشــكل جيــد‪،‬أمــا بالنســبة‬
‫للزهــور والمتنزهــات ســترى انهــا بألــوان طبيعيــة أخــاذة‪،‬النبعــاث للراحــة‬
 ‫والطمأنينــة فــى النفــوس‪،‬واالســمتاع بجمــال األلــوان الطبيعيــة‪.‬‬
‫يحيــط بــى عالــم مــن الســحر‪،‬والخيــال‪،‬فتنســيق الحديقــة‪،‬ال يمكــن تخيلــه‪،‬‬
‫نظــام االضــاءة هنــا هــو نفــس النظــام الــذى رأيتــه عنــد البحــر‪،‬فــإذا أردت‬
‫الليــل ســيختار لــك اضــاءة ليليــة‪،‬وســتراها انــت فقــط‪،‬كل مــن حولــك ســيرون‬
‫االضــاءة التــى يرونهــا‪،‬وهــذا ألن االضــاءة لديهــا استشــعار برؤيتــك‪،‬وهــذا‬
 ‫ســيريك مــا تحــب وكمــا ترغــب‪،‬وهــذا يعتبــر اعجــاز فــى حــد ذاتــه‪.‬‬
 ‫كان بالحديقــة شــاالت مــن الميــاة يحيــط بهــا إضــاءة بنفســجية اللــون‪،‬وزهــور‬
 ‫فائقــة الجمــال والروعــة‪،‬مناظــر لــم أرهــا فــى حياتــى‪،‬طيــور رائعــة الجمــال‬
 ‫تحيــط بهــذا الشــال تــدور بشــكل دائــرى‪،‬كمــا لوكانــت تســير فــى مســار محــدد‪،‬‬
 ‫يتوســطه طائــر رائــع اللون‪،‬طــرأ إلــى ذهنــى موســيقى بحيــرة البجــع‪،‬وهــى‬
 ‫احــدى الروائــع الموســيقية للرائــع تشايكوفســكي‪،‬وتذكرت بعــض القصــص‬
 ‫الخرافيــة بهــذا الخصــوص‪،‬وهــذا فــى حــد ذاتــه شــعور ال يوصــف‪،‬وكان‬
 ‫ايضـا ً بالمنتــزه حيوانــات نــادرة‪،‬تتميــز بألــوان الطبيعــة الخالبــة‪،‬كان االطفــال‬
‫يلعبــون ويمرحــون‪،‬رأيــت الســعادة تعلــو وجــوه الجميــع‪،‬كان يوجــد ايضــا َ‬
 ‫العــاب جماعيــة لالطفــال والكبــار‪،‬حــدث مــا لــم يخطــر ببالــى‪،‬بــدأت همومــى‬
 ‫تتالشــى‪،‬ال أعلــم حقـا ً مــا هــذا المــكان‪،‬اال أننــى بالفعــل بــدأت أشــعر بالســعادة‪.‬‬
‫انتهــت نزهــة اليــوم‪،‬وبالفعــل شــعرت بتجديــد طاقتــى‪،‬وعدنــا الــى منزلنــا الــذى‬
‫شــعرت فيــه بالــدفء الــذى افتقدتــه فــى قصــرى الفاخــر‪،‬وقالــت لــى زوجتــى‪:‬‬
             ‫غــذا ً فــى أمســية المســاء ســنقوم بزيــارة جيراننــا والتعــرف عليهــم‪.‬‬

تم نسخ الرابط