عنيكي وطني وعنواني
المحتويات
الشابين المغرقين في دمائهم بالجزء الأمامي من السيارة والذي نال النصيب الأكبر من الټدمير والقليل من يردد بكلمات أخرى على اسماعها بالقرب منها حتى استفاقت لتعي جيدا وضعها فهتف الرجل العجوز ومعه عدة شباب حولها
الحمد لله اهي واحدة فاقت عقبال الباقي يارب
ترددت كلمات اليأس من الشباب التي تحاول اخراج الشابين مع بعض الأدعية لنجاتهم حتى سمعت بأحدهم وهو يهتف بصوته
بمجرد سماعها اسم الشرطة انتبهت بداخلها غريزة النجاة فقالت بتوسل للرجل العجوز
ابوس ايدك ياعم روحني لو البوليس وصل انا هاتفضح
قال شخص بالقرب من الرجل
تتفضحي ليه ياست هو انت عاملة غلط دي حاډثة
والنبي روحني ابوس ايدك انا ركبت معاهم بحسن نية لكن بقى لو الخبر اتنشر هايقولوا مرات فلان كانت مع جوز الرجالة اللي عملوا الحاډثة دا غير اني هادخل في سين وجيم كمان ربنا يستر على ولاياك يارب
اقتنع الرجل العجوز فخاطب الشباب المشغولة في محاولاتهم الحثيثة لإخراج المكومين في الجزء المدمر بالسيارة
قال احدهم بعدم اكتراث
خدها ياعم يعني هايبقى مۏت وخړاب ديار
فقال الاخر وهو يرفع هاتفا محمولا بيده
طب التليفون دا بتاعك ياست ولا بتاع الشباب
حدقت بالهاتف فتذكرت انه يخص الفتى الصغير والذي كان يتلاعب به يبدوا انه سقط من يده للخلف وقت ارتطام السيارة تذكرت تسجيلات اعترافها عليه فاأومأت له برأسها موافقة بدون تفكير وضعه الرجل على حجرها فقالت بتذكر لهاتفه الحقيقي والصغير والموجود بحافظتها
رجعت لحاضرها تتسائل بجذع امام المرأة
التليفون بتاعي و البوك الكبير خدوهم مني ولا راحوت على فين بس
لاحقتها المراة بالرد على عجالة
ياحبيبتي ماتقلقيش
انا شايفه الممرضة بنفسي وهي بتحطهم تحت المخدة في الناحية اليمن
مدت يدها السليمة تبحث حتى اخرجت الاثنان تنهدت بارتياح وهي تضع هاتف حودة وكأنه داخل اجفلت على قول الممرضة التي أتت اليها
اومأت برأسها صامتة دون رد
فقالت الممرضة
طب ياحبيبتي انتي ماتعرفيش حد قريبك بقى يجيلك ويشوف حساب المستشفى حكم الراجل اللي وصلك دفع جزء صغير من الحساب ومشي ومحدش شافه تاني
سهمت بشرود ولم تنطق ايضا فكررت الممرضة
ياست امينة عندك حد تتصلي بيه يجيلك ماينفعش سكوتك ده
انا تليفوني فاصل شحن ممكن تتصلي انتي من تليفونك
اخرجت الممرضة هاتفها من جيب سترتها فسالتها بعملية
اهو ياستي مليني الرقم وقوليلي اسم صاحب الرقم !
بمن تتصل بوالدتها التي تهتم بالفتيات الاتي تسرحهن في أعمالها المنافية أكثر من أهتمامها بابنتها ولو مر على غيابها بالأشهر! وما العجيب في ذلك فالفتيات سيعدن عليها بالمنفعة أما ابنتها المنبوذة عديمة الفهم كما تصنفها دائما فما الفائدة التي ستعود من ورائها لأول مرة تحسد الفتيات على أختصاصهم باهتمام والدتها دونا عنها ام تتصل بسعد! منبع الفساد والسبب الأساسي في خطيئة حياتها وهي تعلم تمام العلم انه لن يمر اعترافها بسرهم الأكبر مرار الكرام وهي أدرى الناس بغدره وسواد قلبه اذن بمن تتصل وزوجها حبيس السچن واخواته الفتيات لن يعيرنها اهتمام ولو وجدنها حتى چثة مرمية أمامهم في الطريق سيتخطينها ويعبرن الطريق دون ذرة من ضمير حي منهم نحوها لم تدري بشرودها سوى من صيحة الفتاة الممرضة عليها
ياست أمينة سرحتي في إيه بس ماتمليني أي رقم تعرفيه وخلصيني بقى
انتبهت فجأة تجيب الفتاة وقد هداها تفكيرها بمن تتصل بها
طب اتملي الرقم اللي هقولك دلوقتي!
في المسجد الصغير والملحق بالمشفى الكبير كان جالسا مربعا اقدامه فمه لا يكف عن التمتمة بالأدعية والأذكار والمسبحة العقيق بيده وكأنه انفصل عن العالم لصالح قضيته الأساسية وهي استجابة الخالق لدعواته بشفاء ابن قلبه حسين
خاطبه شاكر والذي اتعبه ظهره من كثرة الجلوس
وبعدين يا أدهم هانفضل هنا لحد أمتى دي الدنيا ليلت علينا
رفع إليه عيناه المضطربة يرد بكلمات
بالكاد تسمع
روح انت ياشاكر انا مش متعتع من هنا غير لما ربنا يستجيب لدعايا وابني يفتح عنينه
رد شاكر بغير تصديق
ياابو علاء ماينفعش كلامك ده تعالى روح معايا ريح جتتك عشان تقدر تقف في الأيام الجاية
قال بحسم رغم ألمه
مافيش أيام جاية ياشاكر ولا في راحة لجتتي طول ما أبني كدة بين الحيا والمۏت مافيش حاجة هاتريحني غير وانا بقربه وبدعيله مكاني ده
رد شاكر بأسى
طيب لو فرضنا عمال المسجد سمحولك تبات هنا انت نفسك هاتتحمل نومة الأرض
مش لو عرفت اغمض عيني من الأساس دا لو حصل يبقى زادت عليا نومة الأرض
قالها بصوت مبحوح من ثقل ما يشعر به وصورة
متابعة القراءة