عنيكي وطني وعنواني
المحتويات
وقت ان تفاجأت بزيارتها وهي لا تفارقها النظرة الغامضة منها رغم تعاملها بشكل طبيعي مع الجميع ان كان أخيها شاكر او زوجته أو حتى شروق اما هي فلم ترتاح لهذا الوجه الملغف بالغموض يقلقها حتى ابتسامتها ترى كيف تراها الان
خرجت من شرودها على صوت فتح باب غرفتها دون طرقه
كشرت فجر بوجهها نحو شقيقتها التي دلفت منه
ردت شروق بروتينة وهي تجلس بجوارها
فغرت فجر فاهها تود توبيخها بالكلمات ولكن اجفلها هذا السكون على وجه شقيقتها وعيناها المضطربة سألتها باقتضاب
مالك
ردت شروق
مش عارفةيافجر بس مضايقة اوي حسين مش راضي يرد على أي اتصال مني وفي الاخر قفل السكة في وشي
هزت شروق رأسها باضطراب وقالت بقلق
لا هي حصلت مرة او مرتين لما كنا نتخانق مع بعض واشد انا عليه في الكلام بس انا مش فاكرة خالص اني اتخاقت معاه المرة دي
ربتت فجر على ذراعها تطمئنها بابتسامة
خلاص ياقمر يبقى أكيد عنده حاجة ضروري شغلاه واول مايفضى هايرن عليكي يطمنك
يارب يافجر يارب
أشفقت فجر على شقيقتها التي بدا على وجهها القلق جليا فغيرت دفة حديثها
ماقولتليش صح ياشروق هي عمتك بتتعامل كويس معاكي
اه طبعا عادي وايه اللي هايغيرها معانا مثلا
رفعت اليها عيناها فجأة تسألها بانتباه
صحيح يافجر هو انا ليه حساكي لازقة هنا في الأوضة وما بتخرجيش كعادتك تضحكي وتهزري معاها
عادي ياشروق يعني انا بس ماليش مزاج ثم ان
سميحة بنتها قايمة بالواجب معايا وبزيادة دي صدعتني بحكايتها مع جوزها وحماتها ام لسان طويل
اشرق وجه شروق بالضحك
يعني عليكي ياغلبانة بس ماتنكريش ان ډمها عسل
اومأت برأسها فجر بيأس
هي فعلا ډمها عسل بس رزلة جدا وزنانة قوي الا صحيح هي مش بتغلس عليكي زي انا
هي مين يابت اللي تغلس عليا هو انا عندي وقت ولا مرارة للعيال دي زيك
ياجامد
امال يابنتي
قالتها بثقة وهي تفتح باب الغرفة فاتفاجأت بها أمامها
عمتي !
اعتدلت فجر منتفضة وهي تنظر نحو وجهها الباسم وهي تخطوا لداخل الغرفة
ايوة عمتك ياروح عمتك انتي بقى عاملة ايه
لم تتعجب فجر من احتضان عمتها لشروق فالطالما كانت تفاصيل وجهها والتي تذكرها دائما بابنتها الفقيدة بهذا الشبه الكبير بينهم حتى برغم لفجر والتي تشك باستمراره الان بعد زواجها من علاء ولكن تظل مكانة شروق المميزة بقلبها طوال الوقت اجفلت من هذه النظرة الغريبة نحوها
ردت ببلاهة من توترها
هممم مختفية ازاي بس ياعمتي ما انا موجودة اهو
ازداد اتساع ابتسمامتها الغامضة مما تسبب في زيادة قلقها والذي تحول لجزع وهي تستأذن من شروق للخروج من الغرفة كي تتركهم وحدهم جحظت عيناها فجر وهي تشاهد شقيقتها تنسحب من الغرفة تاركة عمتها معها وحدها بالغرفة وتغلق الباب عليهم خلفها ابتعلقت ريقها وهي ترى عمتها تجلس
بجوارها على طرف التخت تهز بأقدامها مع هذه الابتسامة الغريبة والملازمة وجهها ثم قالت
حابسة نفسك عني ليه من امبارح يابت
اومأت بكفها على قائلة پصدمة
انا ياعمتي ليه بس بتقولي كدة
حدقت اليها بنظرة ذات مغزي جعلت فجر تخفض عيناها عنها باضطراب ولا تقوى على النظر اليهم وقبل ان تستمع لكلمة أخرى منها انتفضت من الصړخة التي اتت اليهم من خارج الغرفة بل ومن خارج الشقة نفسها خرجت وعمتها معها بجزع لترى الجميع خرج قبلهم نحو مصدر الصوت والذي كان صادرا من الشقة المقابلة لهم
علاء
صړخت بها وهي تسرع بخطواتها اليهم فرأت زهيرة المرتمية على الأرض مغشيا عليها وعلاء ابنها يحاول أفاقتها ووالدتها التى دنت هي الاخرى بجواره لمساعدته تسأل
في ايه يابني حصل إيه
رفع انظاره اليهم جميعا بوجه شاحب هاربة منه الډماء
ايديكم ياجماعة حد يجي يفوقها ويراعيها انا عايز اللحق بسرعة اخرج واروح لاخويا
سألت شروق على الفور
ماله حسبن ياعلاء وانتوا ترحلوا فين
اطرق بوجه وخرجت كلماته بصعوبة
اخويا عمل حاډثة!
هذه المراة الصړخة خرجت من فجر جزعا على شقيقتها التي سقطت هي الأخرى مغشيا عليها!
بعد اقل من نصف ساعة تقريبا كان بداخل المشفي يعدوا مع شاكر وابنتيه بخطوات مسرعة ومتماسكة رغم رهبة الحدث وصعوبته بعد تمكنه من الوصل بمعجزة الى المشفى تاركا والدته المړيضة برعاية سميرة وصل الى قسم الإستعلامات بالقسم يسأل احدى العاملات
لو سمحتي كنت عايزة اسأل عن حسين المصري وحودة عرفان
ردت العاملة وهي تنظر بإحدى الدفاتر أمامها
اللي جم في الحاډثة حضرتك
اومأ برأسه دون النطق ببنت شفاه
ردت الفتاة بعملية
حضرتك هما وصلوا في حالة صعبة اوي واحد في العمليات دلوقتي مع نخبة من الدكاترة تحت اشراف الدكتور عصام
الدكتور عصام !!
ايوة حضرتك والتاني بقى
سألها بتوجس ماله التاني
قالت بأسف
للأسف تعيش انت والبقاء لله
الإنتظار وما أمرها من كلمة حينما يتعلق الأمر بأعز أحبابك وانت مسلوب الإرادة قليل الحيلة نحو ما تتمناه وترجوه
متابعة القراءة