رواية قطة في عرين الاسد شيقة جدا بقلم الكاتبة سمرة
المحتويات
سارة وخليها تنزل تشرب الشاى معانا
نهض مراد وهو يترك فنجانه قائلا
لا خليكي أنا أصلا طالع
صعد مراد للطابق العلوى .. هم بأن يطرق باب غرفة نرمين لكنه عزف عن ذلك وتوجه الى غرفته ليجد الشرفة مفتوحة .. اقترب منها ليجد مريم جالسة مستغرقة فى قراءة أحد الكتب حتى أنها لم تنتبه لوجوده خلفها .. كانت تضع بجوارها على المقعد الكبير كتابا آخر .. انتفضت عندما رأت يد مراد تمتد لتمسك بالكتاب الموضوع بجوارها وأخذ يتفحص الغلاف .. لحظات .. ثم رفع نظره اليها قائلا
أشاحت مريم بوجهها وقد شعرت بالإرتباك .. فأكمل قائلا
اختيار موفق .. أصلا تشبهيها كتير
التفتت ورفعت رأسها تنظر اليه بتحدى قائله
تقصد انى عقلية اجرامية
ضحك مراد حتى بدت نواجزه .. كانت تلك المرة الأولى التى تراه فيها ضاحكا وتسمع فيها صوت ضحكاته فبدا لها مشهدا غريبا فظلت تتطلع اليه .. انتهت ضحكته بإبتسامه صغيره وهو ينظر اليها قائلا
خفضت بصرها وأعادت النظر الى الكتاب بيدها .. ظل واقفا خلفها .. شعرت بتوتر بالغ .. حاولت التظاهر بأنه غير موجود .. لكن عيناها كانتا تمر على السطور دون أن تقرأها .. قال فجأة
خطيبك كان اسمه ماجد مش كده
التفتت تنظر اليه وقد شعرت بخفقات قلبها المتسارعه .. أومأت برأسها بصمت .. فسألها قائلا
أومأت برأسها مرة أخرى وهى لا تدرى سر اهتمامه بمعرفة ذلك .. فسألها
و أهلك اتوفوا امتى
نظرت مريم أمامها وقد ظهر فى عينيها سحابة حزن .. قالت بصوت خاڤت
من 3 سنين
ظهر شئ من الحنان فى صوته وهو ينظر اليها قائلا
ليه عيشتى لوحدك .. ليه ماعيشتيش مع أهلك فى الصعيد
مكنتش أعرفهم ومكانوش يعرفونى .. لا عمرنا زورناهم ولا عمرهم زارونا
قال مراد بإستغراب
ليه
ردت بحيرة
معرفش
أومأ برأسه وترك الكتاب بجوارها كما كان وخرج من الشرفة ليتركها غارقة فى بحور ذكرياتها .
عادت سهى الى منزلها ودخلت غرفتها وألقت بنفسها على الفراش واڼفجرت باكية .. كانت تشعر بمشاعر كثيرة متضاربة .. لكن شعورها الأكبر والطاغى كان الخۏف .. كانت تشعر بأنها أجرمت فى حق نفسها .. حاولت كثيرا اخماد صوت الضمير بداخلها والذى تنجح دائما فى اسكاته .. لكن هذه المرة فشلت فى اسكاته .. بل تعالى صوته أكثر فأكثر يشعرها بمدى جرمها فى حق ربها وحق نفسها وحق أهلها .. تعالى صوت هاتفها معلنا عن اتصال من سامر .. كانت تشعر بأنها لا تطيق مجرد سماع صوته .. لا تعلم كيف تولد هذا الكره والحقد اتجاهه بداخلها .. كيف وهى بالأمس كانت بين ذراع يه .. أغلقت هاتفها وجلست على فراشها تبكى كما لم تبكى من قبل .
طمنى يا خوى .. بوى كيفه .. هيخرج امتى
قال عثمان وهو يجلس بتعب ويضع يده على مكان جرحه
معرفش هيخرج امتى .. ومانعيين زيارته .. أنا سيبتله اللبس والوكل مع عسكري وجالى هيوصلهمله
هتفت أمه بحسرة
كان مستخبيلنا ده كله فين .. اييه العمل دلوجيت يا ربي
أموت وأعرف كيف يعني جمال ينطخ بطبنجة أبوى .. كيف اللى طخ جمال جدر يدخل بيتنا وياخد الطبنجة منييه
ثم قال
كلمت المحامى .. بيجول انهم دلوجيت خدوا بصمات بوى وهيشوفوا هيا اللى كانت على الطبنجة ولا لا .. وخدوا بصماتى آنى كمان .. وخدوا بصمات ناس كتير من عيلتنا وعيلة الهواري
قالت أمه بحرقه
أشوف فيه يوم اللى عيمل اكده ولبسها للراجل الغلبان ده .. ده راجل حجانى ويعرف ربنا يترمى فى التخشيبة اكده .. حسبي الله ونعم الوكيل
قامت صباح مسرعة وتوجهت الى غرفتها وهى تشعر بالخۏف والحيرة
دخلت ناهد مكتب مراد وجلست أمامه قائله بجدية
مراد عايزين نتكلم شوية
أمال على المكتب ونظر اليها بإمعان قائلا
خير يا ماما
صمتت ناهد قليلا وأخذت تنقر على المكتب بأصابعها بعصبيه ثم نظرت اليه قائله
أنا عرفت انت اتجوزت مريم ليه يا مراد
رجع مراد بظهره الى الخلف وقال ببرود
ليه
هتفت ناهد بتوتر
عشان موضوعها هى و جمال .. والمشكلة اللى كانت هتحصل بين العيلتين
بدا عليه التفكير ثم نظر اليها قائلا بثقه
كل اللى سمعتيه ده مش مظبوط
قالت ناهد بإستغراب
ازاى يعني
قال مراد بحزم
يعني الكلام اللى اتقال على مريم مش مظبوط .. دى لعبة من جمال
هتفت ناهد بدهشة
لعبة ازاى يعني .. وهيستفاد ايه من كدة
قال مراد بضيق
معرفش .. بس عمتو قالتلى كدة .. وللأسف الله يرحمها ماټت قبل ما أعرف منها كل حاجه
فكرت ناهد قليلا ثم قالت
بس انت وهى مش متجوزين برضاكم .. مش كدة يا مراد
قال مراد بهدوء
أيوة احنا الاتنين اضطرينا نتجوز عشان المشاكل اللى كانت هتحصل
تفرست أمه فيه قائله
دلوقتى بدأت أفهم
قال مراد بدهشة
تفهمى ايه
قالت أمه بضيق
أفهم ليه انت ومراتك بعيد عن بعض .. وبتتعامل معاك بحذر أكنك واحد غريب عنها ..
متابعة القراءة