رواية قطة في عرين الاسد شيقة جدا بقلم الكاتبة سمرة
المحتويات
واختى
ثم أكملت وهى شارده بحزن
ماما مكنتش بتحب ماما زهرة ومكنش فى اى علاقة بينهم وبابا كان معيش كل واحد فيهم فى شقة بعيده عن التانية .. ومبتدتش أشوف ماجد و اعرفه غير بعد ما أهلى ماتوا فى الحاډثة .. وبعدها كتبنا كتابنا وكانت ظروفنا صعبة واضطريت أنزل أشتغل عشان مصاريف علاج ماما زهرة كانت كبيرة علينا لانها تعبت أوى بعد ۏفاة بابا وأصلا كان عندها ضغط عالى واعدت فترة كبيرة فى المستشفى وده اللى عطل جوازنا .. لحد ما عرفنا بمرض ماجد بس للأسف معرفناش الا فى مرحلة متأخره جدا ..
كان بيبقى تعبان ويخبى عليا لحد ما وقع فى الشغل .. وعرفنا ساعتها ان المړض اتمكن منه تماما .. وماما زهرة تعبت أوى ومعدتش بتتحرك ولا بتتكلم واضطرينا نوديها الدار عشان ياخدوا بالهم منها لانى كنت بضطر انزل اشتغل .. لحد ما ماجد ماټ الله يرحمه
ساد الصمت طويلا بينهما .. دخل مراد يغسل رأسه بالماء البارد .. ثم يجففه ويخرج من الغرفة دون القاء كلمة .. توجه الى مكتبه .. وظل غارقا فى شروده وهو يفكر فى كل ما قيل .
من رواية قطة فى عرين الأسد.
تعب مراد من كثرة التفكير .. وقرر أن يدع الماضى وشأنه وأن يردم عليه التراب ويعيش اليوم ويخطط للمستقبل مع والدته و ناهد و اخواته و ... مريم .. هب واقفا وتوجه الى غرفته ليجدها نائمة تتوسط فراشه .. اقترب منها وجلس بجوارها يتأملها .. مسح على شعرها وأخذ يتذكر كم عانت مثلما عانت أمه من قبل .. تذكر أنها هى أيضا طعنت فى عرضها مثلما طعنت أمه .. لكن الفرق أنه صدق ما قيل عن مريم وأمسك كفها الموضوع بجوارها فى الزواج من مريم .. وأصرت أن يتزوجها مراد ..
استيقظت مريم لتجد مراد نائما على الأريكة .. اذن فقد عاد من الأسفل دون أن تشعر به .. نهضت لكى تتوجه الى الحمام .. وفجأة .. وضعت يديها على فمها تكتم شهقتها ودهشتها وفزعها .. رأت مريم الساق الصناعيه واقعه على الأرض بجوار الأريكة .. أخذ قلبها يخفق بقوة وهى لاتزال تضع كفيها على فمها بقوة .. .. نظرت الى مراد لتجده نائما .. اقتربت من الأريكة ببطء وهى تنظر لتلك الساق الموجودة على الأرض .. اقتربت أكثر لترى فى ضوء القمر المتسلل للغرفة الفراغ أسفل ساقه اليمني من فوق الغطاء .. أجهشت فى البكاء وكادت أن تعلو صوت شهقاتها لولا أنها أحكمت تكميم فمها بقوة .. تساقطت العبرات من عينيها ساخنة وجسدها يرتجف بشدة وهى تنظر الى الفراغ فى مكان ساقه .. رفعت نظرها الى وجه مراد واقتربت منه تنظر اليه نائما .. كانت عيناها تشعان حزنا وألما وعذابا شديدا .. شعرت وكأنها اكتشفت بأن ساقها هى المبتوره .. نظرت اليه وهى تقول فى نفسها .. أهذا ما كنت تخفيه عنى أهذا ما كان يؤرق مضجعك .. أهذا ما كان يقلقك ويخيفك .. أهذا ما كنت أرى بسببه الألم والحيرة والقلق فى عينيك .. أهذا ما يبعدك عنى يا مراد .. أهذا ما يبعدك عنى يا .. حبيبى .. التفتت لتنظر الى الساق الملقاة على الأرض مرة أخرى .. اقتربت منها وحملتها .. ورفعت الغطاء برفق ووضعتها فى مكانها .. نظرت الى نهايه ساقه التى التحمت ببعضها فيما يشبه شكل الركبة المثنية .. شعرت بدموعها تنهمر مرة أخرى .. أحكمت وضع الغطاء عليه .. ثم اقتربت من رأسه وچثت بجواره وهى تنظر اليه .. قربت أصابع يدها من رأسه تتلمس شعره برفق .. ودت أن توقظه الآن وتخبره بكل ما يجيش داخل صدرها .. لكنها أرادت أن تفوق من صډمتها أولا .. أرادت أن تكون مستعدة جيدا لتلك المواجهة .. وهى الآن أضعف ما يكون .. هى الآن كالطير الجريح .. لن تستطيع مداواته اذا كانت هى نفسها تشعر بالچرح .. غادرت الغرفة مسرعة وأغلقت الباب ووقفت أمامه تبكى بحړقة وهى تحاول التحكم فى مشاعرها دون جدوى .. كانت تشعر پألم شديد فى قلبها .. كانت تشعر بكل ألامه وعڈابه وأحزانه كالطعنات فى قلبها هى .. وضعت كفها على الباب وأسندت رأسها اليه .. مرت دقائق
متابعة القراءة