حكاية بدر الجمال
المحتويات
يونس ليمنع ابتسامته من الظهور ثم استطرد متمسكا بغضبه الذي لا داعي له
انتي لازم تعرفي إن البيت ده محترم وهيفضل طول عمره محترم وإن المهزله دي مينفعش تحصل فيه افرضي كان حد غيري دخل كان هيبقى إيه موقفك! إلتزمي بحدود البيت ده وقوانينه طالما هتفضلي فيه!
وإيه كمان يا سبب تعذيبي والاسم حبيبي
قالتها ليال بتلقائية قاصدة مشاكسته بشقاوتها ليزجرها هو بحدة غطت على ضحكة صغيرة كادت تعصيه وتظهر
إبتلعت ليال ريقها بتوتر وهي تطرق رأسها ارضا بحنق طفولي واضح وراحت تزم كالأطفال حينما تحزن دون شعور منها....
...
ليتنحنح مغمغما وهو يراقب حركتها الطفولية
فزمت ليال أكثر ولم تجيب ليتابع هو بسخط مصطنع
بطلي الحركة دي أنا مش بتكلم مع بنت اختي
رفعت عيناها له والغيظ يقطر من نظراتها ثم قالت
بتضايقك الحركة دي طب اهوه اهوه اهوه
مرة اخرى... مرة اخرى بتلقائيتها تيقظ ذلك الۏحش المتطلب المنساق خلف خدر غريب من العاطفة داخله بعدما أخمده يونس بشق الأنفس...
ثم ترك اذنها وكاد يبتعد ولكن بمجرد أن ابتعد وجدها ترفع نفسها لتصل لمستواه ثم وفي لحظة خاطفة وبتهور وبراءة .... فتجمد هو مكانه للحظات وقد فعلت به الأفاعيل تلك السريعة الخاطفة.. ودون شعور منه وقبل أن تبتعد هي تماما لا تدري ما الذي جعلها تنساق خلف مشاعرها... كان هو........
كانت أيسل تشرب قهوتها في في احد اركان حديقة القصر الخلفية شاردة في اللاشيء كلما تذكرت ما حدث امس
ولكن فجأه وجدت من يكتم فاهها من الخلف فسقط كوب القهوة من يدها بفزع وهي تحاول التحرر منه ولكن قبل أن تعي أي شيء كان يضرب رأسها برأسه پعنف ففقدت وعيها دون مقدمات بين يداه و.................
كانت أيسل مستكينة مكانها أمام جثمان والدتها.. تحدق بها بعينان خاويتان.. وجهها شاحب وكأن الروح غادرت جسد والدتها والأنفاس سړقت منها هي لا تستوعب... لا تستوعب ابدا... كيف هكذا فجأة ماټت.. دون أن تعتذر منها.. دون أن تعوضها عما مضى.. دون أن تخبرها بمبررات تسكت أنين روحها المذبوحة مرارا وتكرارا ..!!
لأ انتي أكيد ماموتيش
ثم أصبحت تهزها بقوة أكبر متابعة تمتمتها التي قاربت على الغدو هيستيرية
قومي انتي ماموتيش انا متأكدة قومي يلا !!
فحاوط بدر كتفاها مسرعا وهو يربت عليها برفق ثم أغمض عيناه محاولا ايجاد الكلمات المناسبة في ظل صډمته وجموده هو الآخر...
لتكمل أيسل بصوت اكثر هيستيرية وإڼفجار ما بعد هدوء العاصفة
لأ مينفعش ټموتي دلوقتي.. انتوا اكيد بتمثلوا صح
ثم نظرت لبدر وسألته بهذيان ترجوه التأكيد على ما يهذي به عقلها لتسكين ذلك الألم الذي إنفجر داخلها كوباء ضاري
هي عايشة يا بدر هما بيضحكوا عليا وبيخططوا لحاجة صح انا كنت حاسه اصلا
حينها أمسك بدر وجهها بين يداه يهزها برفق وهو يردف بصوت حاني حازم
أيسل أيسل حبيبتي فوقي ده قدرها..
ثم ضيق عيناه مفكرا وقد عاد عقله للتفكير الذي توقف لدقائق
أيسل ركزي معايا مريم إتصلت بالبوليس
رمقته أيسل بنبرة عابرة ثم عادت تحملق بالچثمان امامها بتوهان وكأنما عقلها شل تماما فلم يعد بمقدورها إعطاء اي استجابة لأي اشارات تخترق حدود العقل..!
فعاد بدر سؤاله بصوت أكثر حزما يحاول سړقة الاجابة التي تأخرت في خروجها للنور
أيسل ركزي وجاوبيني عشان في کاړثة احتمال تحصلنا
حينها عطفت عليه أيسل فنظرت له وحاولت إجبار صوتها على الخروج فردت بصوت مبحوح وهي تهز رأسها
ايوه ايوه اتصلت بلغت عن شقة !
فانتفض بدر من مكانه وهو يسحب يدها معه مغمغما بجزع
طب قومي بسرعة احنا لازم نمشي حالا
فهزت أيسل رأسها نافية بسرعة وكأنها مصډومة من تفكيره بالرحيل وهي تشير لجسد والدتها المسجي ارضا
لأ لأ استنى وهي هنسيبها هنا!!
فحاول بدر مراعاة حالتها ليجيب محاولا استجماع تركيزه
البوليس زمانه على وصول يا أيسل ولو حلفنا لهم على المايه تجمد إننا مش احنا اللي قتلناها محدش هيصدقنا ومتقلقيش البوليس هيجي وهياخدوها واكيد هيبلغوا طه إنهم لاقوها صدقيني كل حاجة هتتحل إلا احنا حياتنا هتتدمر ظلم لو مامشيناش دلوقتي حالا كل
ثانية بتفرق يا أيسل
لم تجيبه بل ظلت تنظر لجسد والدتها.. فسحبها بدر من يدها متجها نحو الخارج
فإنكمشت ملامح أيسل بالألم وكأنها عادت تلك الطفلة ذات الاربع سنوات والتي تفرق عن والدتها من جديد ولكن.... للأبد دون خيط أمل للعودة..!!!!
حينها هزت أيسل رأسها ولم تشعر بشهقة البكاء التي غادرت شفتاها وكأن روحها الطفولية تغادرها لتتشبث بوالدتها المېتة
طب قومي وانا هسامحك لو سبتيني تاني مش هسامحك والله... قومي بقااا طب انا
متابعة القراءة