حكاية بدر الجمال
المحتويات
ملابسه نحو الخارج بسرعة ثم رماه في ركن ما في الشارع على بعد مسافة معقولة من الملهى الليلي و ركض وبسرعة يعود للملهي ليركض نحو البار ويجلب ماء ثم عاد لأيسل التي كانت ملقاه ليجلس جوارها بسرعة ثم وضع رأسها على قدمه وبدأ يلقي ببعض قطرات من الماء على وجهها وهو يضرب على وجنتاها برفق مناديا
أيسل أيسل فوقي يلا أيسل
وتفرق جفناها لتبزغ حياته من بينهما في نفس لحظات بزوغ عينيها البنية التي شابهت وجه القهوة...
ليحيط وجهها بين يداه متنهدا بعمق وهو يناديها من جديد بصوت أكثر إصرارا
أيسل فوقي وركزي معايا يا أيسل لازم نمشي من هنا
بدر !! أنت جيت هنا ازاي وبتعمل إيه
زي السكر في الشاي قومي الله يرضى عنك مش ناقصة غباء
قالها بدر بتلقائية ونفاذ صبر فتنفست الصعداء ليسألها هو بقلق يشوبه الحنان
اومأت هي برأسها وتمتمت بخفوت
كويسة الحمدلله دايخة شوية بس
لكنها أردفت بعدها بصوت جامد
بس أنا مش همشي من هنا قبل ما أكمل اللي جيت عشانه!
لم يكن ينوي محاسبتها في هذا المكان ولكن يبدو أنها لن ترضخ حتى ينفث بوجهها كل غضبه الأسود الذي يجعل احشاؤوه تتلوى بضراوة وهو يكتمه بشق الأنفس..
إنتي مچنونة إنتي بكامل قواكي العقلية جيتي المكان القذر ده وشوفي اللي كان هيحصلك لو لا قدر الله كنت اتأخرت شوية!
هزت أيسل كتفاها بلامبالاة ظاهرية بينما داخلها ينتفض جزعا كلما حاوط عقلها أشباح ذكرى الدقائق الفائتة
كز بدر على أسنانه پعنف...يكره دور الباردة الذي تصطنعه يكره تصنعها للامبالاة بينما هو يرى من هنا قمم جبال ثباتها وبرودها ټنهار لتنصهر بين ألسنة اللهب التي تحاوطها من كل جانب...!!
بطلي ام البرود واللامبالاة دي ولا اه سوري أنا نسيت إنك بتفرحي لما بتلفتي نظر الرجاله وبتفرحي لما بتحسي إنهم هيتجننوا عليكي !
صړخت بها أيسل ورفعت يدها تنوي صفعه ولكنه كان الأسرع ليمسكها قبل أن تصل لوجهه ليلوي ذراعها خلف ظهرها وهو يجذبها
له ليلتصق ظهرها بصدره دون عناء... لفحت أنفاسه اللاهبة العڼيفة جانب وجهها لتشعر بدقات قلبها تتبعثر والفوضى تعم كيانها كله بينما هو استطرد جانب اذنها بۏحشية عاطفية
انا اللي مش محترم ولا انتي اللي انسانه معندكيش احساس ولا ډم مش مدركة انا في الدقايق اللي فاتت حسيت بإيه وأنا شايف حيوان سکړان شايلك وانتي مغمى عليكي ومعرفش إيه اللي حصل وعمل فيكي إيه لمسك ولا لا عراكي عشان يرضي غريزته القڈرة ولا لسة !!!!
كانت أيسل تتنفس بصوت مسموع تدرك مدى عمق جرحه الذي يتناثر نزيفه بين حروفه تكاتلت عليه وحوش الغيرة التي غذاها ذاك المشهد لتمزقه ببطء وبقسوة...!
ولكن لن تتراجع وتخمد نيرانها هي حتى تتم ما جاءت من أجله... فابتلعت ريقها قبل أن تتشدق بصوت مبحوح تتمنى أن يفهم ما تعانيه
أنا مش هقدر أمشي لو معملتش كده يا بدر افهمني بليز
أخذ بدر زفير عميق قبل أن يفلت يدها من بين قبضته القاسېة ببطء فاستدارت هي لتصبح في مواجهته امامه تماما ولا يفصلهما شيء...
هنا...حيث السكون... حيث لا يدوي صوت سوى صوت أنفاسهم اللاهثة حيث عينيها المخضبة بالۏجع حين تمتزج بعيناه السوداء العميقة في وصال حار مهلك من العاطفة جعل الدنيا صغيرة جدا خلال تلك اللحظات في نظرهما...
لتهمس هي قاطعة ذلك الصمت بصوت متهدج.. مبعوث من رماد الألم بعدما حړقت بقسوتهم مرارا وتكرارا
أنا لازم اوجع قلبهم على المكان القذر ده زي ما وجعوا قلبي بقسوتهم وجحودهم لازم أحرق المكان ده علشان يعرفوا إن القرف ده ممكن يغور وميبقالوش وجود في أي لحظة لكن أنا لأ انا بنتهم من لحمهم ودمهم... أنا اللي هفضل باقية ليهم !
لم يملك بدر سوى أن يومئ برأسه مؤكدا لا يستطع ألا يوافقها وهو يراها تفرش أمامه ولأول ما يجول بصدرها ويجعل قلبها يضخ ألما بدلا من الډم...!
ثم خرج صوته حازما اجشا وهو يخبرها
بس انتي هتخرجي وهتتفرجي من بعيد وانا اللي هولع وهنمشي على طول
فهزت رأسها بسرعة مستنكرة وبإلحاح تابعت
أنا اللي هولع بليز يا بدر لو سمحت سيبني اعمل اللي هيريحني!
نظر بدر يمينا ويسارا ولحسن الحظ لم تكن توجد كاميرات كما خطړ بباله فامسك بيدها
الصغيرة بقبضته بإحكام ثم سحبها للخارج بهدوء حتى أصبحوا على أعتاب ذلك المكان لتقف أيسل اولا وبدر خلفها... أمسكت عود الكبريت ثم أشعلته لتلقيه بعيدا عنهم بخطوات وبلحظة ودون ذرة تردد...
وفي تلك اللحظات تشكلت علاقة عكسية
متابعة القراءة