حكاية بدر الجمال
المحتويات
على وجهه يستغفر الله بصوت خفيض قبل أن ينظر لها بغيظ وكأنه يود قټلها في التو واللحظة
حابسينه قدرة واقتدار يا ليال ليكي شوق في حاجة
فرفعت كتفاها ببراءة تلقائية
لا طبعا يا باشا اللي تشوفه
توجه يونس نحو الحصان وهو يسألها متنهدا والغيظ لازال يخضب سوداوتاه
وبعدين إنتي فكتيه وخرجتيه ليه اصلا
فتنحنحت ليال لتجيب بهدوء وتأثر درامي مصطنع
فسألها يونس رافعا حاجبه الأيسر
يعني مش انتي اللي فكتيه وخلتيه يجري!
لتهز رأسها نافية ببراءة تامة
تؤ تؤ.. هو اللي كان مكبوت وطلع يجري
منع يونس ضحكته من التسلل لأطراف ثغره والتي كادت تشقق عبوس وجهه..
اصبحوا امام الحصان فكان الحصان يتحرك لتسرع ليال تقف أمامه وهي تحاوطه بيداها وتردف بسرعة
هذه المرة لم يستطع يونس كتم ضحكته الرجولية
التي صدحت عالية لتبتسم هي تلقائيا.. واخيرا أشرقت شمسها المسربلة به.. تشرق وقتما يشرق هو وتظلم وقتما يتشبث هو بظلمته وسكونه....!
فيما استدرك يونس نفسه ليقول وبقايا ضحكاته عالقة بفمه
طب اوعي من قدامه بس انتي..
مين اللي جاب الفراخ دي هنا
لترد هي بشجاعة وفخر
انا جبتهاله حسيته هفتان شوية!
كاد يونس يصاب بجلطة حرفيا وستكون هي السبب الرئيسي ليهتف بعدها بنفاذ صبر متساءلا باستنكار
مين اللي قالك تجيبي الفراخ دي هنا يا ازكى اخواتك! الحصان مابياكلش أي لحوم وبعدين حستيه هفتان تجيبيله فراخ هو انتي جايه تزوري حموده ابن خالتك اللي لسه راجع من الحج!
لأ
يقطعني!
تمتمت بها ليال ضاحكة وهي تركض من أمامه قبل أن يفتك بها وكذلك يونس لم يستطع منع ابتسامته التي عادت تحلق على ثغره... سيفقد عقله حتما إن ظل يتعامل مع تلك المچنونة... ولكن لم أحس أن چنونها ذاك قد راقه نوعا ما !.....
في القصر.....
كانت أيسل جالسة في غرفتها أمام لوحتها الحبيبة تاركة العنان لفيض افكارها لينطلق سابحا بين بحور تلك اللوحة فيشكلها بألوانه المشعثة...!
خير اللهم اجعله خير متهيألي انك عارفه إن بدر مش هنا !!
كانت مريم تضع يداها خلف ظهرها وهي تقترب منها ببطء وتبتسم بشيء من المكر ثم أردفت بخفوت ونعومة شابهت جلد ثعبان سام
لأ منا مش جايه عشان بدر انا جايالك انتي
جايه عشاني أنا!! ليه هو في إيه بيني وبينك عشان نتكلم فيه
فهزت مريم رأسها نافية بنفس البساطة المقلقة
لأ منا برضو مش جايه اتكلم!
امال جايه ليه
برز فحيح الثعبان السام من بين حروفها وهي تخبرها بصوت غامض
جايه أخد حقي
حينها نهضت أيسل لتهز رأسها بعدم فهم مغمغمة بحدة
حق إيه يا ام حق إنتي انتي مچنونة يا بت انتي
وبلحظة حدث كل شيء.. اصبحت مريم امامها مباشرة فجذبت رأسها پعنف لتكتم فاهها ثم وضعت قطعة القماش على فاهها لتربطها من الخلف.. ثم كبلت يداها بيدها للخلف خلال محاولات أيسل المهدورة في التحرر من بين قبضتها او الصړاخ لينجدها أي شخص...!!
وما إن انتهت مريم حتى قالت بصوت بدا لأيسل طلسم لاستحضار شيطان ما
هتعرفي ازاي وانتي حتى مش فاكره ولا على بالك الغلبانة اللي ډمرتي حياتها
كانت أيسل متسعة العينان... تحاول استيعاب ما تتلفظ به تلك المچنونة من تراهات !!...
فيما استكملت مريم وهي تحدق بالفراغ امامها وكأن تلك الذكرى قد وجدت مكانها في عقلها المبطن بالسواد والحقد.. فاشتعلت لتزيده سوادا وظلمة.....
مش فاكره مريم صاحبة اختك مريم اللي كانت مع أختك ريم في نفس بيت الډعارة في اليوم اياه مريم اللي اتصلتي بأختك ساعتها وخلتيها تنزل بسرعة من غير ما تقول لحد عشان عرفتي من البواب إن البوليس جاي! مريم اللي ماخلتيش أختك تروح تشهد إنها كانت معايا وإننا مكناش نعرف إنه بيت ډعارة مريم اللي إتحبست بسبب انانيتك ٣ سنين ظلم مريم اللي اټشوهت في السچن وبرضو السبب الرئيسي إنتي!
كانت أيسل مذهولة... تحاول إلتقاط أنفاسها وإستيعاب أي شيء من هذا الحقد... ذلك الحقد الذي تراكم وتراكم في جوف مريم ثم ودون مقدمات هطل على أيسل من كل جانب حتى لم تعد قادرة على إلتقاط أنفاسها وسط ذلك الفيضان الضاري من الحقد....!
فهزت مريم رأسها پعنف ساحبة إياها للخلف وهي تتشدق پغضب مچنون
إتصدمتي ليه! كنتي
متخيلة إني هنسى إنك كنتي السبب في كل اللي حصلي
حينها بدأت أيسل تهز رأسها نافية تحاول النطق...
صحيح أنها فعلت هذا ولكن ابدا لم يكن بدافع الحقد او عن دراية بل لم تكن تعلم ابدا بوجود تلك الفتاه في ذلك اليوم... اعتقدت أن أختها ريم تتسكع كالعادة مع اصدقاء السوء الذين ولابد أنهم يعلمون أن ذلك المكان كان ..
ولم يكن من الذكاء
متابعة القراءة