رواية اخطائي الجزء الأول شهد محمد جادالله
المحتويات
طبي بنفس تاريخ وقوع التعدي وقبل أن يمر عليها 12 ساعة .
ولازم يكون التقرير الطبي مطابق لما ورد في المحضر اللي تم تحريره من حيث نوعية أثار الضړب وللأسف كل ده مستوفي ومفيش ثغرة ممكن نشكك فيها وحتى لو كنا قدرنا نعمل ده متنساش أن كان في شهود على الواقعة. ليتوجس المحامي من رد فعله وهو يستأنف الوضع للأسف مش لصالحنا وطبعا بعد عدة جلسات القضية هتاخد مجراها المحكمة بتحكم ليها بكافة حقوقها الشرعية والمادية.
حقوق أيه! دي هي اللي طالبة الطلاق.
ده مش خلع يا استاذ حسن الفرق بينهم كبير...
حانت منه بسمة هازئة مستخفة ليست بمحلها تماما وهدر بعدم اتزان وهو يمرر يده بخصلاته يشعر بفوران رأسه
على أي وضع مش هيحصل انا مش هطلق لو وقفت على شعر راسها
استاذ حسن انا شايف أنك تحاول تحل الموضوع بشكل ودي وتحاول تقنعها تتنازل قبل ما الموضوع يتصعد اكتر من كده
زفر حسن حانقا ثم أومأ له بتفهم وغادر مكتبه بخطوات واسعة يتأكلها الڠضب وهو ينوي أنه سيبحث عنها ويجدها مهما كلفه الأمر قبل موعد المحاكمة غافل كونها قررت أن لا تختبأ منه بعد اليوم وبكامل إرادتها ستواجهه وتتصدى له.
حانت منها بسمة هادئة مليئة بالفخر وهي ترى ابنائها يتناولون الفطور بكل طواعية دون أي ضجر او شغب على غير عادتهم مما جعلها تقول وهي تجاور شريف
أومأو لها وبادر شريفبإندفاع كعادته
أحنا كويسين علشان أنت بقيت كويسة يا مامي وبطلتي تعطيتي
وقررنا أننا عمرنا ما هنزعلك ولا هنتخانق تاني علشان متزعليش
لتؤيده شقيقته
ايوة أحنا كنا زعلنين عليك وكنت انا وشريف بنقعد نعيط قبل ما نام
غامت عيناها التي يسكنها الحزن وقد جذبتهم فتلك الفترة التي تعافت بها أدركت أنها كانت تؤثر بالسلب عليهم دون قصد منها لذلك قالت بحنو وبصوت متحشرج على حافة البكاء وهي
شيري وقالت ببراءة متناهية
واحنا بنحبك يا مامي ومش عايزينك تزعلي تاني ولما يرجع بابي من السفر هنخاصمه علشان هو اللي علطول بيزعلك
نفت رهف برأسها وقالت بدافع أمومي بحت كي لاتشوش تفكير ابنائها
لأ يا شيري بابي مش هو السبب أنا كنت تعبانة شوية وعلشان كده كنت بعيط لكن بابي بيحبكم وهيجبلكم حاجات حلوة كتير لما يرجع من السفر
يلا بقى علشان منتأخرش كملوا فطار
إنصاعوا لها وباشروا تناول طعامهم بحماس بينما هي اندثرت بسمتها تدريجيا وانفلتت دمعة من عيناها أخفتها سريعا وأخذت تنعي بسرها حظها وحظ ابنائها
فنعم كذبت ولكن ليس من أجله هو هي على يقين تام أنه لا يستحق أي شيء ولكنها فعلت ذلك من أجل ابنائها فلن تزرع ضغينة بقلوبهم لأبيهم وتشوش تفكيرهم بذلك السن الصغير بل كانت تفضل أن تمهد لهم أمر رغبتها في الأنفصال عنه تدريجيا كي لا يؤثر بالسلب على نفسيتهم .
كانت تصحبهم وهي تقبض على كفوفهم الصغيرة براحة عارمة كأنها العالم بما فيه بين يديها خطوة خطوتان بعيدة عن مدخل البناية وتيبست قدميها عندما وجدته أمامها
لوهلة شعرت بإنقباض قلبها ولكن كفوف صغارها بها جعلها تصمد و تطالعه بنظرات باردة جوفاء خالية من كل شيء.
اختصر المسافة بينهم بخطوتان حين لاحظوا ابنائه تواجده
وهرولو إليه هاتفين بفرحة
بابي وحشتنا
جثى حسن على ركبتيه وشملهم بين ذراعيه
وحشتوني اوي يا ولاد عاملين أيه كنت هتجنن عليكم
رد عليه شريف ببسمة واسعة
أحنا كويسين أنت رجعت من السفر امتى
لتشاركه شيري ايضا
وياترى جبتلنا ألعاب حلوة زي ما ماما قالتلنا
اخرجهم من بين ذراعيه و
جعد حاجبيه مستغربا ولكنها أرسلت له نظرة ثابتة تحثه بها على مسايرتهم فما كان منه غير أن يقول
لسة راجع ...واه جبتلكم العاب بس في البيت نسيت اجيبها معايا لما نرجع مع بعض هتشفوها
قال أخر جملة وهو ينظر لها نظرة مترقبة جعلت جانب فمها يعتلي ساخرا ثم قالت دون أن تعيره أي اهمية أو توجه له حديث
يلا يا ولاد عربية المدرسة وصلت.
أومأو لها بطاعة لتصحبهم هي إلى عربة المدرسة وما أن اطمأنت عليهم عادت ادراجها تحت نظراته فكاد يجن حين وجدها لم تعطيه أي اهمية وتتخطاه وفي طريقها لساحة البناية ليهرول قابض على ذراعيها قائلا بنبرة رغم حدتها إلا انها كانت تحمل العتاب بين طياتها
كنت فين انت والولاد أنا دورت عليك هو
متابعة القراءة