رواية اخطائي الجزء الأول شهد محمد جادالله

موقع أيام نيوز


أمرك يا بيه...
قبض يامن على تلابيب جلبابه وصاح بعصبية
عايز اعرف كنت فين لما نادين خرجت...
جحظت عينا مسعد وقال بصدق
والله يا بيه انا ماتحركت من مكاني وعيوني ما غفلت لحظة عن البوابة وعربية الهانم أهي مركونة قدام جنابك
جز على نواجذه بقوة وهدر وهو على حافة الجنون
أمال خرجت أزاي...لبست طاقية الاخفى
والله يا بيه ما ليا ذنب وربنا يعلم إن كل كبيرة وصغيرة ببلغك بيها انا لحم كتافي من خيرك

قالها مسعد بنبرة مسالمة وصدق بالغ لامسه يامن ليتركه ويقول بنفاذ صبر
خلاص ابعد دلوقتى من وشي......
أومأ له مسعد وانصرف بينما هو ظل يدور حول ذاته لثوان معدودة قبل أن يتذكر شيء بعيد احتاط هو له وكم تمنى أن لا يكون بمحله ولكن ها هو يتفقد تسجيلات كاميرات المراقبة التي وضعها بتكتم تام بعد واقعة أختفاء المفتاح الخاص بالباب الخلفي للمنزل وكم كان يطمح أنها تكون مجرد ظنون واهية لا أساس لها من الصحة ولكن كيف وهو يرى صورتها تحتل الشاشة وهي تتسلل منه للخارج توقف الزمن به يحاول أن يستوعب الأمر لدقائق مرت عليه دهرا من الخذلان وحينها كان حقا بحالة هياج لا مثيل له ولم يشعر بذاته غير وقدميه تأخذه لسيارتها الحمراء ينظر لها بغيظ شديد ودون أي مقدمات او لحظة تفكير واحدة كان يسحب تلك الآلة الحادة من جانب بوابة البيت وينهل عليها بضربات قوية حطمت أجزائها إلى أشلاء وهشمت زجاجها إلى شظايا وكأنه فعل ذلك كي ينفث عن غضبه بها عوضا عنها لترتجف هي أكثر وتضع يدها على أذنها عندما وصلها الضجيج الذي أحدثه وتيقنها لفعلته وتستسلم لنوبة بكائها من جديد وهي تكاد ټموت بجلدها
تمددت بجانب أطفالها ودثرتهم وټشتم رائحتهم ودمعاتها قد أبت الصمود أكثر وهطلت كي تفضح هشاشتها وضعفها فهم اغلى شيء على قلبها وقطعة من روحها ولن تستطيع أن تبتعد عنهم دقيقة واحدة رغم أنها ادعت عكس ذلك منذ قليل أمامه ولكنها لم تود أن تجعله يبتز غريزة الأمومة داخلها ولذلك كان لابد من التحلي بالثبات أمامه كي لا يستغل الأمر ويتخذها كنقطة لضعفها فحديثه المقيت مازال يتردد صداه بداخل عقلها عقلها الذي لأول مرة يثور منذ سنوات بشيء يخصه و يداهمها لتوه بالحقائق عندما تساءلت هل حقا سيفعل ما استشعرته من نبرته المحذرة ويحرمها من أطفالها
أجابها عقلها بمنطقية بحتة
ولم لا بعد كل ما صدر منه فقد خذلك واختزل سنوات عمرك التي كرستها له هباء يعلم الله انك لم تقصري معه بشيء وكنت تبذلين كل ما بوسعك من اجل ارضائه انا لا اخبرك أنك كاملة فالكمال لله وحده فأنت تعلمين انك منقوصة بالنسبة له ولكن لم يا ترى لم يحاول إكمال ذلك النقص بك لم لم يتحمل ويتقبلك مثلما تفعلي أنت هو حتى لم يكلف ذاته عناء المبادرة بل فضل أن يبدلك بأخرى فتبا له ولسخطه و أنانيته لا تستسلمي وسايريه للنهاية ولكن بعد أن تشيدي حصن قوي تحتمي به أنت وأطفالك أيظنك ساذجة وستتقبلين الهزيمة وخسارة كل شيء لا أنت قوية وأنا واثق بقدراتك على التحمل لا تيأسي افاقت من خطاب عقلها وهي تؤيده بشدة قائلة بوعيد وبإصرار لا مثيل له
وحياة ولادي اللي معنديش في الدنيا اغلى منهم لهدفعك التمن غالي اوي 
إذا هو من أنشب الحړب فليتحمل فداحة خسائرها فحقا كانت تريد أن تحيا بلا منازعات تنغص صفو حياتها ولذلك كانت تتهاون وتتنازل عن أبسط حقوقها ولكن هو لم يقدر ذلك بل اتخذه كحق مشروع له وسخط عليها وأصبح يبرئ كافة خطاياه بحقها.
مثله كمثل بعض الرجال يتحدثون عن ما شرعه الله بحقهم وهم بالأساس جاهلون بتعاليم دينهم و واجباتهم حتى فرائضهم يقصرون بها فحقا عجبا لكم معشر الرجال تحللون ما يستهويكم فقط...
طااااااارق
صدر صوت أبيه صارخا به بقوة اجفلته وجعلته يستدير يرد عليه في طاعة
نعم يا بابا
بتتسحب زي الحرامية ليه وبتهرب فكرك اللي حصل ده هعدهولك
قالها ابيه بنبرة قوية صارمة تخص رجل سياسي مخضرم قوي الشكيمة مما جعل طارق قائلا في تبرير
بابا محصلش حاجة انا كنت سهران مع صحابي و...
قاطعه

ابيه بصرامة
سهران مع صحابك ولا مع بنت عادل الراوي
أبتلع طارق ريقه بتوتر وأجاب أبيه
نادين من ضمن أصحابي وكانت معانا
صڤعة قوية كانت رد أبيه الرادع له وتلاها صراخه به
انت فاكرني نايم على وداني يا ولد انا كل كبيرة وصغيرة بتجيلى وانا قاعد في مكتبي
فكرك أنا معرفش بعلاقتك بيها ولا بالشقة اللي واخدها جنب بيتها مخصوص علشانها
أغمض طارق عينه بقوة التي انطبع عليها أصابع ابيه بالأحمر القاني وقال مبررا
الموضوع مش زي ما حضرتك فاهم انا بحبها يا بابا
زمجر أبيه پغضب وهدر بصرامة شديدة
أنت اټجننت بتحب واحدة متجوزة أنت يظهر أن السنين اللي عشتها مع امك بره نسيتك ازاي تبقى راجل وتحترم أن احنا في مجتمع شرقي له عاداته وتقاليده ودينا اللي
 

تم نسخ الرابط