رواية اخطائي الجزء الأول شهد محمد جادالله
المحتويات
يود أن يتبرأ منه لذلك دفعها عنه برفق وقال بنبرة ثابتة جاهد كي يتقنها
مش عايز...
كانت هي رغم وهنها وكونها ليست بكامل وعيها إلا أنها أصرت عليه وترجته بضعف من جديد وكأنها كغريق يتعلق ب طوق نجاة
خليك علشان خاطري
تعلقت بنيتاه الثائرة بعيناها وهو يقسم انه لن ينخدع مرة أخرى وحاول بكل ما اوتي من قوة ان لا يضعف ويظل يقاوم تأثيرها عليه ولكن تفاقم الأمر وزاده ارتباك حين همست بأسمه بتلك الطريقة التي تعبث بثباته بعدما مدت يدها
تثاقلت أنفاسه وطلب منها بإضطراب وهو يحل يدها قبل أن يفقد سيطرته
نادين...انت مش في وعيك
لم تستوعب حديثه وكأنها بعالم آخر بين الوعي ولا وعي فقد مالت أكثر
متسبنيش انا محتجاك
بتعملي فيا كده ليه حرام عليك
لم يصدر منها شيء مما جعله يتفهم ما أصابها
صباح يوم جديد داخل الحرم الجامعي
كانت تخطو بخطى واسعة نحو كافتيريا الجامعة كي تجلب أي شيء يساعدها على التركيز في بادئ ذلك اليوم العصيب المليء بالمحاضرات ولكن اوقفها صوته
توقفت ترمقه بنفور ظهر بين على ملامحها وهدرت بجدية شديدة
أفندم
تحمحم طارق بحرج من جديتها الزائدة وسألها
كنت هسألك على نادو أصل من فترة حصل مشكلة وكلنا قلقانين عليها
جعدت ما بين حاجبيها وهي تضم كتبها واستفسرت بقلق
مشكلة ايه
طب ممكن نقعد واحكيلك اللي حصل
أسفة مش بقعد مع حد اتكلم وخلصني
وكونه يعلم أن جميع أفراد شلتهم لا أحد يكترث لها ولا يجرؤ للذهاب لمنزلها خوفا من ردة فعل ذلك الغبي ولذلك لم يكن أمامه غير الشيخة نغم كما يطلقون عليها
نظرت له شذرا من أعلاه لأخمص قدمه وقالت بجدية شديدة
أكيد أنتو اللي اقنعتوها تخرج معاكم وبسببكم حصل كل ده
نفى برأسه قائلا
لأ...أنت فاهمة غلط
قاطعته هي بنبرة آمرة وهي ترفع سبابتها بتحذير
مش عايزة اسمع حاجة وابعدوا عنها نادين مش شبهكم ...وانت بالذات ملكش دعوة بيها نادين مكتوب كتبها وجوزها بيحبها وصدقني كل اللي بتعمله ده مفيش منه فايدة
صدقيني مفيش حاجة بيني وبينها بس هي زميلتنا
ولازم نطمن عليها...ارجوك بلاش تفهميني غلط
زفرت بنفاذ صبر وأخبرته قبل أن تغادر
كنت بتمنى اكون فهماك غلط بس للأسف نواياك ڤضحاك وباينة في عينك
نفخ أوداجه وزفر بنفاذ صبر مما جعلها تخبره بحدة وبذات النبرة الآمرة
ياريت تطلعها من دماغك و تدور على حد شبهك
أنت كويسة
نظرت له ببهوت وهي مازالت ساهمة ليمد انامله يتحسس جبينها ويقول بارتياح حاول ان يخفيه عنها
مفيش حرارة
ليعتدل بنومته ويسألها بثبات وهو يتعمد أن لا يتطرق لم حدث بينهم كي لا يخجلها
حاسة انك احسن
ابتلعت غصة بحلقها وردت عليه بأخر شيء توقعه منها وهي تجلس نصف جلسة
هو أيه اللي حصل انا مش فاكرة حاجة
تعمدت أن تتصنع جهلها مما جعله
يجعد حاجبيه ينظر لها يظن انه يهيء له ما سمع ولكن لكونه يعلمها تمام المعرفة تفهم أسباب ادعائها.
لم تنتظر حتى رده واستأنفت وهي مطرقة الرأس كي تغير سير الحديث بنبرة مازالت تحمل لمحة من ذلك التمرد اللعېن
أنا عارفة إن اسبابي عمرها ما هتقنعك...بس عايزاك تعرف ان مكنش قصدي أأذي مامتك
يعلم أن لا فائدة منها فرأسها يابس ولن تتغير على أي حال ولكن شيء ما بداخله كان يخبره أن يوجد سبب خفي وراء أفعالها وترفض البوح به وحتى إن باحت فذلك لم يغير شيء فخطئها فادح بالنسبة له مهما كان أسبابه وبالطبع يصعب عليه أن يمرره بتلك السهولة فإن كانت تظن أن تقاربهم ليلة أمس سيؤثر عليه ويجعله يتغاضى فحتما هي مخطئة فقد تنهد بعمق وهو يشملها بطريقة مبهمة لم تستشف هي منها شيء إلا حين تفوه قائلا
وفري اسبابك لنفسك علشان مستحيل اصدقك تاني ولو كنت فاكرة إن بطريقتك دي هتخلينى نرجع زي الاول فأنت غلطانة
رفعت سودويتها المشتتة له وإن كادت تتفوه مدافعة عن ذاتها باغتها هو بصرامة وبنبرة ثابتة وهو يوليها ظهره ويجلس على طرف الفراش ويسند مرفقيه على ساقيه
قراراتي مش هرجع فيها...
لتعترض هي بتمرد وبنبرة اندس بين طياتها لمحة من العتاب الخفي
بس أنت عاقبتني ومديت أيدك عليا لأول مرة واظن ده كفاية علشان تثبت سلطتك عليا...
زفر حانقا وأخذ يفرك ذقنه ثم الټفت ينظر لها نظرة مبهمة أربكتها وجعلت عيناها تغيم وهي تبحث عن دفء عيناه
متابعة القراءة