رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم (كاملة)

موقع أيام نيوز

 


لم طلبت والدتها غفرانها.
فكان جسدها مسجي على ارضية الغرفة باستسلام غريب حين هرعت نادين لها متلهفة
ماما نايمة ليه على الأرض
لم يأتيها ردها بل كانت ساكنة لم يصدر منها شيء بتاتا لتغمغم هي من جديد بنبرة مرتعشة للغاية مغلفة بالقلق
ماما مش بتردي عليا ليه أنت زعلانة مني
ايضا لم يصدر منها شيء مما جعلها تهزها وتصيح بنبرة راجية

ماما قومي وردي عليا... أنت مش بتردي على نادو ليه...!!!!! ماااااااما...
كانت تهزمامها تستجدي ردها او صدور أي ردة فعل منها ولكن والدتها كانت شاحبة كقطعة ثلج ومتيبس لحد كبير وشفاهها تميل للزراق فكان رؤيتها هكذا أكبر بكثير من قوة احتمال طفلة بنفس عمرها لم تستوعب بعد فكرة المۏت ولذلك اخذت تمرر كفوفها الصغيرة على وجهها تزيح خصلاتها جانبا وتربت على وجنتها وهي ترجوها بنبرة هستيرية غير متزنة بالمرة
انت نايمة شوية وهتقومي تاني انا عارفة انك بتحبي نادو ومش هتهون عليك تسبيها قاعدة لوحدها... ماما أنا بخاف اقعد لوحدي... ماما ردي عليا و قومي اتكلمي معايا وانا مش هزعلك تاني وهخاصم بابا علشان زعلك ماما ردي على نادو ... مااااااما
لا شيء أيضا وحينها شعرت بشلالات متدفقة تسيل من عيناها دون وعي و انتابتها رجفة قوية جعلت أسنانها تصطك ببعضها وكأن كافة حواسها ادركوا الأمر إلا عقلها آبى واستنكر لتنفي برأسها مرة وراء مرة و تردد من بين أسنانها وهي ترفع رأس والدتها مستخدمة كل قوتها كي تضعه بحجرها وتظل تربت على خصلاتها قائلة بنبرة مرتعشة غير مستوعبة من هول الفاجعة
خلاص ... مترديش ونامي هتبقي احسن ...
ظلت تتمتم كلمات غير مرتبة وبعدم اتزان وهي تظن ان والدتها ستنهض بعد قليل وتنعم بدفها من جديد ولكن استمر الأمر لعدة ساعات مرو عليها بصعوبة بالغة على أمل حدوث معجزة من السماء.
في تلك الأثناء دلف عادل للمنزل وحين دخل لغرفتها وجدها تجلس على الأرض بجانب رأس زوجته وتربت على خصلاتها بملامح شاحبة وعيون دامية تخبره پجنون وهي تضع سبابتها المرتعشة على فمها
ششششش ماما نايمة...شوية وهتصحى
تقلصت معالم وجه عادلمن هول المنظر وهرول بلهفة ملتاعة يطالع هيئة زوجته ويلحظ علب الحبوب الدوائية الفارغة تغطي ارضية الغرفة ليربت على وجنتها زاعقا باسمها بهلع وبأعصاب تالفة يجس نبضها ولكن دون جدوى.
استغرق الأمر دقيقة واحدة كي يتيقن أن روحها فارقت جسدها لينهار باكيا 
ينعي خسارته لزوجته ورفيقة دربه مغمغما
ليه يا غالية ليه حرام عليك ليه عملتي في نفسك كده وسبتيني
كانت تشاهد كل ما يحدث بنظرات زائغة غير مستوعبة ولكن حين تفوه ابيها تأكدت أن والدتها فارقتهم ولن تنهض بعد اليوم وحينها صړخت صرخات هستيرية ممزقة لأبعد حد قطعت نياط القلب
لأ... لأ......لااااااااااااا ماما مش هتسيب نادو .....ماما مش هتسيب نادو مش هتهون عليها مااااااااااااااااااااما
حاول عادل تهدئتها وأن يجعلها ت ولكنها كانت وترفض تركها وهي بحالة صدمة عارمة
من شدة وطأتها سقطت مغشي عليها وكأن عقلها قرر الفرار وأصر على إستنكار الأمر فبعد تلك الفاجعة علمت أن والدتها تناولت جرعات كبيرة من حبوب دوائية مختلفة أدت إلى أرتفاع مفاجئ في ضغط الډم و تمزق في كافة الأوعية الدموية مما أدي إلى ۏفاتها...
لتمر هي بفترة عصيبة بعدها استدعت تدخل أخصائي نفسي كي يؤهل طفلة مثلها لتقبل الأمر ورغم انها كانت تستجيب للعلاج إلا أن ظل عقلها لا يستسيغ الحوار الذي دار بين أبويها ولم تجد تفسير له وحين سألت ابيها ذات مرة رفض أن يوضح لها واخبرها ان تلك رغبة والدتها ولكن عندما أحضرها والدها لمنزل ثريا واخبرها
بزواجه منها ظنت أن ذلك ما كان يخفيه ويحاول أن يقنع والدتها به قبل تخليها عن حياتها فمن وجهة نظرها حينها أن ابيها سبب نكبت والدتها إلا أن مع كثير من خطوات التأهيل ساعدتها كثيرا لتخطي الأمر فكان ابيها يدللها كثيرا و يغدقها بحنانه كي يعوضها عن ما فقدته فيظل هو رغم كل شيء أبيها وكل ما لديها ولذلك لن تنقم عليه هو بل وضعت العبء على كاهل ثريا ومن بعدها أبنها
End Flash Pack 
عادت بذاكرتها للوقت الحالي وهي تشعر بذات الشعور الذي انتابها حينها فقد اخذت أسنانها تصطك ببعضها ودمعاتها الملتهبة عرفت طريقها إلى وجنتها تكويها من شدة حرقتها وللأمام لعلها تطمئن ذاتها منذ رحيل والدتها ومۏت أبيها سوى وعند تلك الفكرة المتناقضة تماما بالنسبة لها وجدت عزيمتها تخور بل وتتلاشى تماما فرغم انه أهانها وعنفها إلا أنها تود لو أن يكون بجانبها الأن يواسيها مثل السابق ترتمي بين يديه وتستجدي ذلك المطمئن لها ولكن أين هو الآن !
فقد زادها عليها وفرض عليها عزلة جبرية جعلت الذكريات تنتهك روحها.
بعد أن هاتفه ابن خالته قام بتدبر الأمر من أجله وبعد عدة ساعات مضنية من التفكير الدؤب رفضت عينه أن تستسلم للنوم وقد انتابه حالة من الأرق الغريب بسبب تلك الأجواء التي بالخارج فظل يتقلب
 

 

تم نسخ الرابط