رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم (كاملة)

موقع أيام نيوز

 


ابوك الله يرحمه كتبه بأسمي وانا اللي اقرر انا لو كنت نفذت رغبته وقتها فكنت بسايره وبحاول اريحه علشان ميتهورش و يروح ېقتل الكلب اللي عمل كده ويودي نفسه في داهية ...لكن خلاص اتأكدت أنه غار وابوه سفره...أصل اللي زي دول مفضوحين و اخبارهم مبتستخباش
هنا تساءلت ميرال

بحيرة
معلش اسفه في السؤال بس عرفتي مكانا منين

خرجت هي من بين أحضانها تكفكف دمعاتها وقد لفت انتباهها السؤال وتأهبت للحصول على جوابه مما جعل ثريا تخبرهم بتنهيدة حانقة
يامن هو اللي قالي على مكانكم
احتلت الدهشة معالم وجهها الذابل وهمست پقهر وبخيبة أمل لا مثيل لها صدرت من أخر شخص كانت تتوقع أن تصدر منه
يعني كان بيراقبني وبيعرف اخباري طب أزاي... انا كنت بمۏت من غيره...هو للدرجة دي هونت عليه يا ماما ثريا يقف بعيد ويتفرج عليا...ونسى كل اللي كان بينا ومفيش حاجة اتشفعتلي عنده
واستها ثريا بحنو وهي تربت على صدرها راجية
معلش حقك عليا أنا...والله بكرة يروق... ابني وانا عارفاه...هو قسى عليك بس وغلاوتي عندك سامحيه واعذريه...وهو مسيره يرجع ويراجع نفسه
قالتها وهي تدثرها بين أحضانها من جديد ولكن تلك المرة وهي تدعوا الله أن يزيح الغمام عن بصيرة ولدها من أجل تلك التي دفعت سعادتها وذاقت القهر بسبب تمردها السابق وتلك الهواجس البالية التي أهلكتها وجعلت توابع خطيئتها تطاردها وتطالب بالعقاپ العادل لها.
احضرت علبة مرتبة من الشيكولاتة وبعض الحلويات الشرقية الأخرى كي تعبر عن امتنانها لتلك الجارة العطوف التي ساندتها هي و ابنها الطبيب في محنتها...وها هم يجلسون ثلاثتهم يتناوبون الضحكات ويتجاذبون أطراف الحديث ولكن رغم أن كريمة شخصية ودودة غير متكلفة إلا أنرهف كانت متحفظة قلما ما كانت تنطق وتشاركهم الأحاديث فقط كانت تكتفي بالاستماع لهم ببسمة هادئة...
مجبتوش الولاد ليه معاكم والله أنا عاتبة عليكم
قالتها كريمة لتبرر سعاد بخفة
يا طنط احنا قولنا نفصل من زنهم ودوشتهم وبصراحة خوفنا تضايقي أنت والدكتور ده حتى شريف ابن رهف كان نفسه يجي معانا بس رهف مرضتش
زغرتها رهف في الخفاء فنعم أبنها ألح عليها كثيرا كونه يريد أن يرى ذلك الطبيب وكونه احبه وشجعه ولقبه بالبطل ولسبب خفي في نفسها وجدت ذاتها تمتنع بشدة من اصطحابه معها بينما على الجانب الأخر تنهدت كريمة بحزن وقالت
يزعجني ده أيه! ليه كده يا رهف كنت جبتيه يا بنتي والله على قلبي زي العسل وبعدين نضال بيحب الأطفال جدا وعمره ما يضايق منهم
تلعثمت رهف بحرج وردت بمجاملة وهي تزجر سعاد بنظراتها كي تلاحق الموقف معها
معلش يا طنط تتعوض بإذن الله
لتلاحق سعاد زلفة لسانها وتدرك أنها احرجتها
ايوة يا طنط اكيد رهف هتكرر الزيارة هي ملهاش حد و انتوا جيران والجيران ملهاش إلا بعضيها
اجابتها كريمة بمودة
النبي وصى على سابع جار وياريت يا بنتي والله دول ينوروني... ربنا يحفظلك ولادك ويخليهملك يا بنتي
أمنت رهف على دعواتها بشدة بينما صفنت كريمة لثوان تزامنا مع وصوله لتوه ودلوفه من باب الشقة قائلا بصوت جهوري مشاكس كعادته
يا كرملتي أنا جيت ومېت من الجوع ولو ملحقتنيش بلأكل هاكل حتة منك...
ابتلع باقي حديثه المشاكس لوالدته حين انتبه اخيرا لوجودهم ولاحظ تلك البسمات التي يكتموها ليفرك أنامله بين خصلاتها الشقراء ويتلعثم بحرج
أحم ...ايه الاحراج ده...مش تقولي يا كرملة ان عندنا ضيوف
تدخلت سعاد مبررة
معلش بقى يا دكتور إحنا اللي كان مفروض نبلغكم قبلها
نفى بسبابته وقال برحابة شديدة وبوجه بشوش للغاية
لا انتو تشرفونا في اي وقت والله البيت نور يا مدام سعاد
قالها وهو يمد يده يصافحها 
لتصافحه سعاد وإن جاء دور رهف كانت تكاد ټموت بخجلها كلما تذكرت كونه حملها وشهد على تلك الحالة المريعة التي كانت عليها لذلك مدت يدها بحرج وهي تنكس نظراتها بتحفظ شديد دون حتى أن تبتسم بمجاملة لوهلة تجمدت خضراويتاه عليها قبل أن يهدر بأدب
نورتونا يا مدام رهف
شكرا
قالتها بإقتضاب شديد وهي تحث سعاد على المغادرة حتى أنها من شدة حرجها لم تنتبه أنها لم تشكره حتى أو تمدح شهامته حينها.
انصاعت سعاد لرغبتها قائلة
طب بعد اذنكم بقى علشان الولاد لوحدهم مع المربية وزمنهم طلعوا عينها
عاتبتهم كريمة بود
لسة بدري يا ولاد والله ما لحقتوا
معلش يا طنط تتعوض
وإن كادوا يصلون لباب الشقة قال نضال بتردد وهو يمسد بسبابته منحدر انفه بحركة ملازمة له حين يتوتر
مدام رهف أنا كنت حابب ابعت معاك حاجة ل شريف...ممكن
تناوبت رهف نظراتها المرتبكة بينه وبين سعاد وردت 
حاجة ايه يا دكتور
أجابها وهو يبتسم بسمة بشوشة للغاية
هدية بسيطة...أنا دورت كتير علشان ألاقيها وبتمنى تعجب شريف...
رفعت نظراتها التي لم يسكنها سوى الحزن مؤخرا وهدرت بإندفاع وبشراسة غريبة احرجته وجعلت بسمته تندثر بلا عودة
بمناسبة ايه تجبله هدية حضرتك...أنا ولادي مش بياخدوا هدايا من حد واسفة مش هقدر اخلي الولد ياخدها منك...عن اذنك يا دكتور.
ذلك أخر ما تفوهت به قبل أن تغادر تاركة سعاد تعتذر بحرج خلفها
اسفة يا دكتور هي...
قاطعها هو بتفهم وبكل
 

 

تم نسخ الرابط