رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم (كاملة)
ليخرجها من بين يده ويسألها بتفهم وحنان وهو يكوب وجهها
اتكلمي يا حبيبتي و أنا هسمعك
نظرت له نظرة عميقة محملة بالكثير من الشتات وكادت تنطق لولآ أن طرق باب غرفتها وصوت ثريا الذي صدح من خلفه
نادين اصحي انا حضرت الفطار
ارتبكت للغاية ليهدأ هو من روعها بنظراته ويحثها أن تجيبها لتنطق متلجلجة من خلف الباب
طب انا هصلي في أوضتي ولم تعوزي تفطري قوليلي يا بنتي
حاضر...
تنهدت بارتياح عندما شعرت بخطواتها تبتعد لتلتفت له تجده يشرع بإرتداء ملابسه ببسمة هادئة مفعمة بالفخر وعينه تتركز على نقطة معينة في الفراش... مما جعلها وتهمس بخجل وهي تفرك بيدها
هتسافر دلوقتي
متقلقيش هفهم ماما إني بت في المطعم علشان هي اكيد راحت أوضتي وملقتنيش
تلجم لسانها وصعب عليها ان تخرب سعادتهم الآن لذلك تهربت
لأ خلاص الموضوع تافه مش مهم
تنهد بقوة وحاول إقناع ذاته بتبريرها بينما هي ابتسمت تلك البسمة التي لطالما أوقعته بها وهمست بحاجة صادقة ومشاعر فائضة
خلي بالك من نفسك ومتتأخرش علشان خاطري
اومأ لها وتنهد مسهدا فكم يود أن يبقى بجانبها للأبد ولا يخطوا خطوة واحدة بعيد عنها بعد ما حدث ولكن هو مضطر لذلك واسى ذاته أنه بعد أيام سوف لا يشغله عنها أي شيء وسوف ينهل منها كيفما يشاء
ابتسمت رهف بهدوء وردت عليه وهي توارب باب شقتها الذي طرقه للتو
صباح الخير
مد الحارس يده بمفتاح لامع وقال موضحا
ده مفتاح الباب الحديد الجديد بتاع الجنينة ...استاذ نضال جاب واحد حداد وغيره وفضل واقف على ايده لغاية ما خلص واتحمل كل التكاليف وبلغني أدي لحضرتك نسخة
أومأت له رهف وتناولت المفتاح من يده وهي حقا تشعر بلأمتنان لذلك النضال فلطالما تخوفت من كون باب الحديقة التي تحاوط البناية به عطب ولا يغلق ولذلك كانت تعارض بشدة نزول صغارها إليها للعب لذلك أخبرت الحارس بإمتنان
هز الحارس رأسه بتفهم وانصرف لتغلق الباب وهي تنظر للمفتاح المستقر براحة يدها نظرات مطولة جعلت سعاد تتساءل بريبة
مالك مبلمة ليه يا رهف ومفتاح ايه ده
تنهدت هي وأوضحت
مفتاح باب الجنينة الجديد
بجد اخيرا فكروا يعملوا باب جديد ده بقاله سنين على الحال ده
الدكتور هو اللي غيره
تنهدت سعاد وقالت
صحيح يا رهف أنت لغاية دلوقتي مشكرتهوش هو الست كريمة على اللي عملوه معاك
زفرت هي وقالت
مجاش في بالي يا سعاد وبصراحة أنت عارفة انا مش اجتماعية اوي ومبعرفش اختلط بالناس بسهولة
بس عيب كده قلة ذوق مننا احنا بكرة او بعده نجيب علبة شيكولاته محترمة ونطلع نشكر الست الكريمة
بس
حاولت أن تعترض ولكن سعاد قاطعتها
أنت عندك حق ...لتتنهد بحزن وتضيف
هتوحشيني يا سعاد ومش عارفه هعيش إزاي من غيرك
اجابتها سعاد بمحبة خالصة لها
أنت كمان هتوحشيني والولاد والبلد وكل حاجة بس اعمل مضطرة لتضيف بقلة حيلة
جوزي هيتجن عايزني ارجع والشغل هناك متعطل بسببي ...ودراسة الولاد هتبدأ أنا حمدت ربنا أن في فرق
بمواعيد الدراسة بين هناك وهنا علشان اقدر انزل اصلا
أومأت رهف لها بتفهم وبعيون غائمة تساءلت
هتبقي تكلميني!
سعاد و طمأنتها قائلة
طبعا انت مش هتخلصي مني وهتلاقيني بكلمك كل يوم اعرف تفاصيل يومك وكمان كام شهر كده هتلاقيني ناطة تاني وقرفاك
هزت رهف رأسها بإقتناع وزادت من ضم سعاد لها كي تنعم بقربها وبمؤذرتها التي ستفتقدها كثيرا بغيابها
ظلت ملازمة غرفتها بعد غيابه وها هو يوم أخر مر من دونه فكم كانت تتلهف لتسمع صوته ولكنها كانت تخشى أن تفتح هاتفها وتجد ذلك المقيت يحاول أن يهاتفها حقا کرهت الأمر وكانت ټموت بجلدها كلما تذكرته فهي حتى تخوفت أن تغير شريحة هاتفها حتى لا تثير ريبة الآخر ويدفعه فضوله لمعرفة السبب وحقا أخر ما تتمناه هي وتسعى إليه أن يشكك بها ويبحث خلفها ويفضح امرها بنفسه عوضا أن تخبره هي تناولت نفس عميق تشجع به ذاتها كي تبدو طبيعية أمام ثريا ثم توجهت للخارج لتجدها تتحدث في الهاتف قائلة
خلاص يا حبيبي هبلغها معلش ربنا يقويك...
جعدت حاجبيها المنمقين وتسائلت
ده يامن خير يا ماما هاتي اكلمه
تنهدت ثريا واجابتها وهي تغلق الخط معه
معلش يا بنتي هو مشغول يا عين امه والشغل متلتل فوق دماغه هيكلمك لما يخلص وقالي ابلغك أنه هيرجع كمان يومين أو تلاتة
احتل الحزن معالم وجهها وتنهدت بضيق فلم تعد تطيق غيابه تريده هنا بجوارها تحتمي به ويطمئن قلبها لقربه انتشلتها ثريا من حزنها مواسية
معلش ادعيله ربنا يقويه
أبتسمت لها بسمة عابرة وأمنت على دعواتها وهي تشعر بإنقباض قلبها لتتسترسل ثريا بحنو شديد
أنا هدخل أحضر