تزوجت مد1منا

موقع أيام نيوز

هناك فرق عميق بين " أحمد " والد كريم.. و" صديق " والد حياه..

كلاهما ابوان ولكن صديق ينبع بالحنية والتضحية.. ومصلحة فتاته أولا قبل اي شئ.!

أحمد كذلك أيضا ولكن قاس كثيرا.!

~~

تأهبت " حياه " لمقابلة الآتي..

ارتدت فستان وردي قصير، أبرز بدنها الممتلئ من مفاتنها.. ونحيف من خصرها مستو..

أطلقت شعرها الأسود المموج يتدلدل على ظهرها حتى قبل ركبتها..

نزلت بخطوات معتدلة ورسمت ابتسامة بسيطة على وجهها..

لم يظهر توتر، ولا خجل، ولا انكماش وانقباض كأي فتاة في موقفها..

بل بدت طبيعية للغاية.!

" فواثق الخطى يمشي ملكا.! "

وقفت في المنتصف وهى تلقى التحية.. على الرجل الوقور الجالس جانب والدها، والشاب الوسيم ذو الأعين العسلية الجالس جانبهما..

" مساء الخير.! "

وقف أحمد بابتسامة واسعة..

-: أهلا وسهلا،، يا مساء الجمال.!

صافحت إياه، ووجدت الشاب الآخر يقف متكاسلا وهو ينظر ببرود..

-: أهلا.!

حياه بابتسامة مندهشة..-: أهلا بيك.!

جلست حياه مقابل كريم..

صار العكس تماما مع الموقف..

بدلا من ان ينظر لها كريم بتفحص وإعجاب.. وتطقطق رأسها هى خجلا من نظراته..

بلى.! فكان كريم ينظر للاشئ بدون اهتمام، وحياه هى من تراقبه خفية.. تحلل شخصيته من وجهه ونظراته المتنقلة..

جسده الطويل الصلب.. حسنا لا بأس به.!

نهضا "أحمد" و"صديق" بعيدا تاركين كريم وحياه ليحظوا بفرصة للتعارف..

زفر كريم بضيق وهو يحرك قدمه بغضب، بدء مفعول جرعة المخد-رات يطلب المزيد.. وظهر جانبه السلبي الآن..

لاحظت حياه توتره، رعشة يديه، يديه التي تحاوط رأسه بألم..

تنحنت حياه وهى تتحدث لأول مرة معه..

-: انت كويس.؟

اجابها دون ان ينظر إليها..

-: أيوة كويس.!

ظل هكذا لبضع دقائق،، راقبته حياه بأعينها الثاقبة وهى تدرس حالته، أثقلت جفونها وهى تتوجس خيفة من صحة شكوكها..!

نهضت حياه، وجلست بجانبه بمنتهى الهدوء..

مدت كفها الرقيق وهى تربت على فخذته وتحاول تثبيته..

الفصل الثالث

وعلى حين غرة ق-بضت على عن-قه بكفها من الخلف وهى تقترب بجنون منه، نزلت بوجهها على وجهه، حتى اقتربت من ش-فاه..

استنشقته جيدا، جيدا كأنها تدرس الهواء الخارج من فمه..

كل هذا وكريم مصدوم من سرعتها وجرائتها تلك.! من أين اتت بتلك الجرأة لتقترب منه هكذا بهذه الطريقة.؟!

لم تبتعد، ولكن اقتربت هذه المرة من أذنه وهى تهمس..

-" المخد-رات مفعولها بدأ يروح، مش كدة.؟!"

ابتعدت عنه وهى تحدقه باستحقار، تصوب له سهام خارقة لو رآها أحد في وعيه لخجل من دنائته.!

و لكن في حالة ك حالة كريم، نظرات الاستفهام والصد@مة فقط الواضحة تماما على وجهه.. ظلت عيناه تطلق الاسئلة بدون ان يتحدث..

حياه ويدها تتوسط خصرها النحيف، وقدمها تتحرك بحركة تلقائية هزازة..

-: متستغربش، انا دكتورة.. يعني حركاتك دي كلها أقدر افسرها في ثانية.! الي مش قادرة اوصله أنهى بجاحة تخليك تيجي وانت ق-ذر كدة.! يعني أضعف حاجة اضر-بلك اي نيلة قبل ما تيجي عشان متدفضحش قدامنا.!

لم يتحدث كعادته دائما صامت، فقط تذكر والده الذي لازمه من الصباح مجبرا إياه بالتخلص من ذقنه وشعره الشاغب.. وذهب معه أيضا لإنتقاء حلة فخمة تليق به.. حاول كريم كثيرا ان يهرب منه لثوان ليأخذ حصته من البودره والبراشيم وغيرها.. ولكن والده كان ملازما له كل الثوان..

شد على قبضته بع-نف وهو يسب القدر الذي وضعه في مأزق هكذا، الآن هذه الفتاة الصغيرة بأمكانها التلاعب به وأعصابه كما تريد..

كمكعب يحتوي على مكعبات صغيرة تقوم بتشكيلها.!

أكملت بإستفزاز وهى تحدجه بنظراتها النارية..

-: وكمان ظابط شرطة وقسم مكافحة مخد-رات.! يا بجاحتك يا أخي.! بس صحيح

" إذا كان رب البيت بالدف ضاربا، فلا تلومن الصغار إذا رقصوا..!! "

أغمض عينيه بإستنكار، يحاول ترجمة بيت الشعر الملقى عليه..

أكملت هى

-: وعلى كدة أبوك عارف انك مح-شش وبتضر-ب مخد-رات.!

بعد ثانية واحدة فقط، وجدت حياه كريم يقبض على عنقها بقوة، يكاد يعتصر رقبتها بين قبضته المتوحشة..

جذبها إليه من رقبتها وهو يهزها بشراسة محذرا..

-: جربي بس تفتحي بؤك بكلمة واحدة، ولا تحركي شفا-يفك الحمر دول وانا ادفنك إنت وابوكي في الجنينة الي برا.! ( صمت ثوان قبل ان يسترسل وهو يجز على اسنانه ) واكيد بما انك دكتورة عارفة ان الي بيشرب مخد-رات مش بيبقى في وعيه ويقدر اوي يعمل الي هو عايزه.!

وضعت حياه كفها على كفه المحيط بعنقها؛ محاولة ان تفلت منه، او تلتقط حتى أنفاسها..!

تلون وجهها للزرقة وهو تختنق..

تركها كريم اخيرا.. سقطت على الأرض وهى تشهق ساعلة..

أنتظر ثوان لتسترد تلك البائسة أنفاسها، دنى لمستواها وهو يجذبها من شعرها بعن-ف..

-: وهتقبليني.! ماهو لو موفقتيش قدامي حلين، يا اقت-لك.! يا اقت-ل ابوكي الحنين ده قدامك.!

اومأت برأسها إيجابيا، وهى تحاول ان تمتص غضبه وتتكيف معه لتحوله لشخص هادئ.. هى لا تخشى ولكن هى تعلم جيدا ان الشخص الدمن بإستطاعته القت-ل دون وعي.!

-: حاضر.! حاضر هوافق. !

خفف قبضته عليها شيئا فشئ، ربت على رأسها وهو يرتب خصلاتها المبعثرة.. قائلا

-: شاطرة.!

~~

رحل ذلك العنيف من المنزل اخيرا..

رحل بعد ان طلب يد حياه من صديق..

الذي لم يعارض، رحب به وبوالده مستشهدا على ذوقهم الرفيع وسمعتهم الفخمة.!

سابقا *

تم نسخ الرابط