رواية جميلتى

موقع أيام نيوز

تجمدت نظراتها عليه دون أن تنطق وكل ما فيها مصدوم لكلامه، قالت بإرتباك وتلعثم: اا...ااا إزاي؟!

أبتسم بسخرية وقال بتهكم: إزاي عرفت؟ ليه وهى دي حاجة بتستخبى؟ إزاي ميتعرفش في الشارع أنه وسيم الشاب الذكي الناجح متقدم لجميلة وبعدها هى رفضته! إيه منفعش فقولتِ ترجعي للبديل؟

قالت بغصة: أنت مش بديل أبدا، أنا منكرش أني كنت فاكرة أني معجبة بوسيم بس ده كان مجرد وهم لحاجة جديدة دخلت حياتي وعلى فكرة لما أتقدم لي أنا مكنتش مبسوطة ولا حاجة وكنت هرفضه سواء عرفته على حقيقته ولا لا.

ضحك وعينيه تلمع بالقهر والألم وقال بشدة: أنا مش بديل فعلا يا جميلة لما مينفعش وسيم هيبقى قاسم الإحتياط اللي أنتِ عارفة أنه بيحبك، أنتِ عارفة أنا حسيت بأيه لما عرفت أنه أتقدم لك وأنتِ موافقة تقابليه؟

أغمضت عيونها بقوة فتابع هو بألم ودموع تلمع في عينيه هى لا تراها: كأنه نار شعلت بقلبي، وقفت ابص لنفسي في المرايا وقعدت أسأل يا ترى هو أحسن مني في إيه؟ هو فيه إيه زيادة عني؟ كان ناقصني إيه؟ أيوا أنا يمكن تصرفاتي تعبتر تافهة شوية بس بعرف أتحمل مسؤولية وبحبك أكتر منه! في نفس اليوم اللي رفضتيني فيه تقبليه! ليه هو مش أنا!

فركت يديها ببعضها بينما تابع بحسرة: بس الأسئلة دي كلها مفيهاش ليه ولا ليها إجابة لأنه القلب لما بيختار مبيكونش عارف ليه ولا لازم يكون فيه ليه من أصله بس أنا كنت شايفه وشايفك مع بعض ومش شايف حاجة تاني قدامي.

أفلتت دمعة من عينيها وفتحتها لتنظر له، كان وجهه مجهد ونظراته متألمة للغاية.

قالت بتهور لتبرر له غير مدركة لما تقوله: أنا كمان كنت محتارة ومشاعري مشوشة أنا مقدرش أوافق لأنه ساعتها هكون بخدعك لكن دلوقتي الحيرة كلها راحت وأنا بقيت متأكدة من مشاعري، أنا عمري ما حبيت وسيم ولو شوية حتى كان مجرد إعجاب أهبل لكن أنا بحب..

صاح بها بشدة: أوعى تقوليها! دي مفيهاش كدبة ولا زيف أنت مبتحبنيش، أنتِ بس علشان عارفة أني أنا بحبك جاية لأني مضمون إزاي عايزاني أصدقك وأنتِ في نفس الجملة إنك كنتِ معجبة بيه!

ارتعشت وهى تجيب بألم: كلامك قاسي أوي، من أمتى وأنت كدة؟

اراح رأسه على وسادته وقال بدون شعور: يمكن خيبة أمل واحدة قادرة تغير الإنسان كله.

حدق لها ببرود: أمشي يا جميلة مبقاش فيه بيننا حاجة تتقال خلاص.

انهمرت دموعها وهى تحدق له بعجز قبل أن تلتفت لتغادر وهى تضع يدها على فمها وتبكي، وغادرت الغرفة ولم تره ودمعتان تنحدر على وجهه وهو يغمض عيونه بقوة.

خرجت من الغرفة ثم استندت على الحائط الذي بجانبها وهى تبكي بألم وحزن، لقد خسرته للأبد لم يكن متألما من الرفض بقدر تألمه مما حدث يومها، لن يصدق أنها تحبه بالفعل لشخصه أبدا مهما فعلت كما أن كلامه كان جارحا للغاية وقاسي عليها.

فجأة سمعته صوته يأن بصوت عالي من الألم فعادت بسرعة للغرفة، كان يحاول أن يمد يده لقدمه.

قالت بقلق: في إيه؟

قال بألم وهو يتأوه: رجلي بتوجعني أوي مش قادر.

حاول النهوض ولكنه عاد وارتمى على السرير وهو يصرخ بقوة: نادي الدكتور بسرعة.

هزت رأسها رأسها بإرتباك وركضت خارج الغرفة تنادي على الطبيب ثم عادت معه ومع ممرضة، فحص قاسم الذي يتألم بسرعة تحت أنظار جميلة التي تبكي بهلع وهى تراقب ما يحدث أمامها.

فحصه الطبيب بسرعة ثم طلب تحضير إبرة مهدئة من الممرضة بسرعة وحقنه بها، أتى الجميع أثناء ذلك فقالت والدته بذعر: في إيه يا دكتور؟ أبني حصل له إيه؟

قال الطبيب بإستعجال: الكسر بتاعه التهب ومحتاج راحة وهنعمل إشاعة تانية على الرجل علشان نتأكد أنه مفيش حاجة جديدة فيها.

تم نسخ الرابط