رواية جميلتى

موقع أيام نيوز

قالت ياسمينا بتشجيع: هيسامحك يا جميلة هو بيحبك، بس هو مجروح حاليا.

قالت جميلة بأمل: تفتكري؟

أومأت ياسمينا وهى تبتسم فعانقتها جميلة وهى تبكي مجددا، ربتت ياسمينا على ظهرها بحنان لمواساتها.

سمعوا خطوات والدتها تقترب من الغرفة فمسحت جميلة دموعها بسرعة وهى تبتعد عن ياسمينا.

دلفت والدتها بوجه حزين: عرفتوا اللي حصل يا بنات؟

أجابوا نفيا فتابعت والدتها: قاسم محمد جارنا رجله اتكسرت وفي المستشفى.

هبط قلب جميلة من الأسى فنظرت لها ياسمينا بسرعة بتحذير حتى لا تشك والدتها ثم سألتها: طب هو عامل إيه دلوقتي؟

قالت والدة جميلة بشفقة: في المستشفى وهيقعد فيها كام يوم بس أمه زعلانة.

ثم نظرت لجميلة: أنا قولت لأبوكِ يا جميلة وهنروح كلنا كمان شوية المستشفى علشان نزوره ده واجب أمه ست أصيلة ومحترمة وهو شاب محترم جدا.

أومأت جميلة برأسها: حاضر يا ماما هقوم أجهز.

غمزت لها ياسمينا وحين غادرت والدتها قالت: اهى دي فرصتك بقا.

قالت جميلة بتعجب: فرصة إيه؟

زفرت ياسمينا بحنق: يا غبية علشان تعتذري له وتبيني أنه أنتِ مهتمة بيه يعني.

قالت جميلة برفض: أنا مقدرش أعمل كدة، مقدرش أقوله أني بحبه.

حدقت لها ياسمينا ببرود ثم ضر-بتها على رأسها: ومين قالك أنه هتعملي كدة.

ردت جميلة بنفاذ صبر: أمال هعمل إيه؟

قالت ياسمينا بجدية: يعني أنتِ ببساطة لو جات فرصة تتكلمي معاه لوحدكم هتعتذري منه على اللى حصل وأنه مكنش قصدك تجرحيه وطبعا أنتِ رفضتِ وسيم وده أكيد بقى معروف ف هو ممكن يحاول تاني.

جميلة بحزن: وهيحاول تاني إزاي بعد ما رفضته!

ياسمينا بملل: اعملي كدة وخلاص وسيبيها على ربنا، قومي يلا وأنا همشي.

تجهزت جميلة بشوق وتوتر لأن تذهب وتراه وتطمئن عليه، لا تعلم متى أحبته ولكن هذا الشوق والقلق الذي يسيطر عليها يؤكد لها ذلك بقوة وكل ما كانت تشعر به الفترة الماضية يتثبت لها صوابية ذلك بكل طريقة ممكنة.

حين وصلوا المستشفى أخبرتها والديها أنها ستسبقهم لأعلى حتى تعرف في أي غرفة هو بينما والدتها تنتظر والدها حتى ينتهى من ركن سيارته.

صعدت لغرفته والتوتر يزداد داخلها وكل الإحتمالات تعصف برأسها ولكن حاولت إخمادها وتفكر بأنها ستفعل ما تنويه مهما كان الأمر صعبا عليها.

وصلت أمام غرفته وهى تحاول أن تهدأ وتسيطر على دقات قلبها المتسارعة، دقت الباب وحين سمعت صوته يأذن بالدخول ارتجفت يدها للحظة على مقبض الباب قبل أن تفتحه.

كان لوحده حين رآها تحولت ملامحه ونظراته للبرود التام، ازداد توترها ولكنها خطت للداخل وهى تقول بخفوت وارتباك: ألف سلامة عليك.

رد بإقتضاب: الله يسلمك.

نظرت في أرجاء الغرفة ثم قالت بتساؤل: هى طنط مش هنا؟

رد ببرود: بتخلص حاجة في الحسابات تحت وطالعة.

حاولت الابتسام: يبقى أكيد هتقابل ماما وبابا تحت وهما طالعين.

لم يرد عليها وهو يدير وجهه للجهة الأخرى فشعرت بأن موقفها يزداد صعوبة.

تذكرت حديث ياسمينا وتشجعت وهى تقول بنبرة متوترة: قاسم أنا عايزة أقولك حاجة وياريت تسمعني.

أدار وجهه ناحيته وقال بعنف: وأنا مش عايز أسمعك ولا أشوفك ياريت تتفضلي برة!

البارت التاسع

وقفت مصدومة تحدق به بعدم استيعاب: إيه؟

ضغط بيده على حاجز السرير وهو يرتفع قليلا من مرقده بغض.ب: بقول مش عايزة أشوفك يا جميلة ولا أسمعك بالمرة أنا مش فاهم أنتِ جاية ليه أساسا!

وقفت ترتجف وهى غير مستوعبة أو مصدقة عنف أسلوبه معاها: ا.... أنا كنت...جاية اتطمن عليك.

أصدر ضحكة ساخرة وهو يدير وجهه الناحية الأخرى فتابعت بشجاعة والدموع تملأ عينيها: وكمان أعتذر لك.

نظر لها بتقطيبة: تعتذري؟

أومأت برأسها وتابعت بنبرة مر-تعشة وإندفاع: على اللي حصل يومها أنا نفسي أعتذر لك، أنا آسفة وندمانة...

قاطعها وهو يرفع يده ليوقفها عن الحديث بحنق: اوعى تقوليها! اوعى تقولي كدة! بتعتذري مني على إيه؟

مش مهم كسرة قلبي لكن محدش بيعتذر أنه رفض حد يا جميلة ولا وسيم منفعش قولتِ أرجع لقاسم!

تم نسخ الرابط