باع بنته من كتر الجوع

موقع أيام نيوز

بقيت أتابعهم حتى وقعت عيني بعينه ورمقني بنظرات لازلت أذكرها حتى الآن!

أقيمت الصلاة بعد ذلك، وصلينا على مقربة من بعض

خلف المقام، ليلتفت نحوي ويخبرني بعصبية:

- من هذه الفتاة التي بعتها لي؟!

أجبته: -هي جارية لدي!
ليرد: - أبدًا، لقد ألحيت عليها بالسؤال لتخبرني بأنك أبيها!..

لماذا فعلت ذلك ياهذا؟!
لم أدري كيف أجاوبه في تلك اللحظة ولكن قلت:
-لقد مرت علينا أيام صعبة، لم نذق فيها طعامًا ولا شرابا لأكثر من ثلاث أيام..
وخفنا المoت من الجوع، لذلك قلت أن أبيع إبنتي

لعل الله ينقذني بها أنا وزوجتي وينقذها من المoت من خلالك!

عندها نظر نحوي الرجل البدوي باستغراب.. ثم قال،،،

- ياعبد الله، خذ إبنتك، ولا تعيد فعل هذا أبدًا..
وأخرج كيسًا كبيرًا مملوئا بالمال، وأكمل
فليكن هذا المال من نصيبك، ولكن شرط ألا تعود لفعل هذا الأمر أبدًا.

حينها فرحت بشدة، وأقسمت له بأن ذلك لن يتكرر أبدًا.

ثم حمدت الله على فضله وسجدت سجدة شكر لله.
بعد ذلك، إصطحبت إبنتي الى السوق لأشتري التمر

وبعض الحاجيات لي ولإبنتي، لأفاجئ بالحمال الذي قابلته أول مرة،


فصرخت فيه: أين كنت ياهذا؟!
فأجابني: لقد أسرعت في المشي لدرجة أنني بحثت عنك في كل مكان ولم أجدك!
فعُدت الى السوق علّي أعثر عليك من جديد، ولله الحمد فقد وجدتك الآن!
حينها، قررت العودة الى بيتي ودعوته ليلحق بنا لنرشده على الطريق..

ولما دخلنا البيت

وبدأ الحمال بإفراغ التمر في القدر كبير،

ووجدت بقية المال الذي كنت قد أضعته في أسفل الحِمل!

وعندما رأت زوجتي كل ذلك، فرحت كثيرًا واستبشرت خيرًا مما شاهدته!

 وعلمت أن بعد الكرب لابد من أن يأتي الفرج، وأن قول الله تعالى حق:"إن مع العسر يسرا"

لذلك، منذ ذلك الوقت، عاهدت ربي أن أحترم رزقه،

وألا أحقّر طعامًا أو أرميه أو أنبذه في القمامة أبدا ماحييت!

وأعتقد أنني لا أُلام أبدا على مارأيته مني ياشيخ، أليس كذلك؟!

مرت بي سنة وأنا بمكة أصابني فيها فقر عظيم ولم يكن عندي حينها عمل وكانت لي زوجة وابنة، وكنت أخرج من الصباح أبحث عمن يؤجرني أو يستعملني أو يعطيني شيئًا فلا أجد فآوي إلى بيتي وليس بيدي شيء فأجد زوجتي وابنتي ينتظران قدومي لعهما يجدان بيدي شيئا يرفع عنهما ألم الجوع،

 ومرت بنا ثلاثة أيام لم يدخل أجوافنا شيء، ففكرت في أمري فانقدح في ذهني أمر لا يخطر ببال حر ألبتة، ثم لم ألبث أن فاتحت به زوجتي،

تم نسخ الرابط