باع بنته من كتر الجوع
لدرجة أنه مر ثلاثة أيام لم أستطع خلالها أن أُدخل شيئًا الى بيتي!
حينها، كنت قد شعرت بالفعل، أن حلول الأرض قد إنتهت، وبقيت حلول السماء.
لم ألبث أن فاتحت زوجتي بأمر لو تعلم فهو عظيم
أخبرتها بأن الجوع كافر، ولا يجدر بنا أن نبقى جائعين يلاحقنا المoت على أقرب طريق!
فلِمَ لا تزينيها لأذهب بها إلى سوق العبيد، وأبيعها بمبلغ عله يسد رمق جوعنا
وفي ذات الوقت، تجد هي من يطعمها ويبقيها حية،
لا أنكرك أن زوجتي عاتبتني وأنكرت عليّ هذه الفعلة،
ولكن أخيرًا مالبثت أن رضخت لذلك.
ليمر رجل ملامحه توحي أنه من البادية، ليبدأ مساومتي
على إبنتي ويرخص من ثمنها حتى إتفقنا في نهاية المطاف
على عشرين ريالًا من الفضة!
ما إن تمت البيعة، حتى ذهبت بالمال الذي جمعته الى
سوق التمور لآخذ بـ ريالين كاملين كمية من التمر وأكتشف بعدها
أنه لاطاقة لي بحمل هذه الكمية بسبب الإجهاد والجوع
فاستأجرت حمّالًا من السوق وبدأت اسرع الخُطى أمامه وأرشده نحو بيتي!
وعندما وصلت إلى البيت، إلتفت خلفي فلم أرى الحمال!
بحثت عنه في جميع الأماكن، ولكن لم أجده!
حينها، قررت العودة الى السوق والبحث عن حمّال آخر
وإعاده شراء كمية من التمر... لـ أكتشف عند قيامي بدفع ثمن التمر الجديد
بأن المال في جيبي قد إختفى!
لقد شعرت بأن هموم الجبال جميعها قد أثقلت قلبي،
ولم يكن لي طاقة لفعل شيء بعد ذلك!
فاستسلمت لقدري وقررت أن أذهب للحرم المكي وأصلي
لله العزيز الجبار وألهث بدعائي، علّه يستجيب لي، وينفسّ كربتي..
وبينما أنا كذلك، رأيت ذاك الشخص البدوي ذاته الذي إشترى إبنتي يطوف
في الحرم ومعه إبنتي!