لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


هاتفه كان خارج نطاق الخدمة
ظلت جالسة فوق الفراش تمسح فوق وجهها تفكر في حديث جنات والسيدة ألفت
 أنا فعلا محتاجه اتكلم مع سليم واول حاجه محتاجه اتكلم فيها معاه إني مش حبه أروح المؤسسة تاني
ورغم عراقة المكان والخبرة التي تحصدها منه إلا إنها تمتص منه طاقة سلبية مريرة كلما تسألت إحداهن كيف تمكنت من نيله وكانت مجرد مستخدمه لديه أو كلما قصوا حكاية عن أمرأة نالت رجلا من زوجته فينظرون إليها..

ولولا خوفهم من فقد وظيفتهم لكانوا قالوها صراحة دون تلميح فالكل يبلع حديثه الصريح خوفا ولكنها تري وتسمع الهمسات و اللمذات حتى السيد حازم صديق سليم مازال ينظر لها بنظرة غير راضية عن وجودها بينهم
إنها تهوى الطبخ وصنع الحلويات تهوى مهنتها القديمة التي استطاع سليم اجتذابها منها بعد حړق المطعم ثم اعاد المكان بعد ترميمه لسلطة السيدة سحر مديرة الجمعية
 هاخد شهادة الحقوق بس همارس الحاجة اللي بحبها وبلاقي نفسي فيها وسليم اتجوزني وهو عارف أنا مين وحياتي كانت إزاي 
وهاهي تستعد لمعركة الإعداد لحفل غد حتى تبهر الضيوف وتسعد الصغيرة التي أصبحت تتجنبها
وجدت السيدة ألفت وإحدى الخادمات بالمطبخ.. ينظرون للأغراض التي احضرها السائق وقد اخبرهم إنه احضر كل شئ طلبته منه السيدة شهيرة
الټفت السيدة ألفت نحوها مبتسمه فهي تعلم بالمهمه التي ورطتها فيها شهيرة ولكنها فضلت الصمت
 لو محتاجة حاجه يا بنت خلي ورده تعملهالك وتطلعها اوضتك
تقدمت منها فتون بحماس تنفي برأسها تشمر أكمام بلوزتها
 أنا محتاجه المطبخ اعيش فيه لوحدي
ضحكت السيدة ألفت كما ضحكت الخادمة الأخرى
 يعني نتطرد بالذوق من مكانا
 لا طبعا يا مدام ألفت المكان مكانك
وبفضول تسألت وردة الخادمة
 هي الأغراض اللي جابها عمي حسين السواق لحفلة بكرة يا مدام ألفت..
وسرعان ما كانت تشهق مصدومه
 معقول إحنا اللي هنحضر الحلويات يعني هنضايف وكمان نحضر.. أه يا هدت الحيل ياريتني كنت روحت مع هدى
تعالت ضحكات فتون فشاركتها السيدة ألفت لا تصدق أن العاملات أصبحوا بهذا الكسل
 روحي يا وردة خدي حاجتك وروحي مع عم حسين
 بجد يا ست ألفت يعني مش هنجهز حاجة خلاص
 ما انا قولت روحي يا وردة مع عمك حسين يا بنت
ابتسمت فتون وهي ترى الخادمة تغادر وقد ذكرتها بحالها
 المطبخ يا بنت ليك لو احتاجتي حاجة مني تعالي صاحيني
اماءت لها فتون برأسها لتغادر السيدة ألفت متمته داخلها
 بكرة هتشوفي مين اللي دمه هيتحرق يا مدام شهيرة
..........
التف بجسده نحوها مستعجبا بطئ سيرها أصابه الذهول وهو يراها تمشي ناعسة خلفه ومازال النعاس يسيطر على جفنيها
اقترب منها وقد ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه اسرع في اخفاءها
 مش معقول نايمة على نفسك يا جنات
انتبهت جنات على صوته الذي ازعجها في رحلة سيرها
 أنت اللي خطواتك سريعه
القت عبارتها ثم تجاوزته حانقة فاتسعت حدقتيه من فعلتها.. بل من أفعالها وقد بدأت تستغل هدوئه وهدنته
التقط ذراعها فزمت شفتيها متذمرة تحاول إفاقة حالها
 اوعي تقولي إن الفندق بعيد
 جنات فوقي كده اول مره اكتشف إنك بتتحولي لما حد بيصحيكي من النوم
انكمشت ملامحها في ضيق وقد بدأت بالفعل تفيق
 شكلنا هنفضل مطولين في صالة المطار امشي يا هانم
وپعنف طفيف ليس غريب عليه اجتذبها من خصرها يضمها لصدره 
وأخيرا خرجوا من بوابة المطار ليسرع السائق المكلف بأنتظاره في تناول الحقائب مرحبا به
 نورت يا باشا
اماء له كاظم برأسه يحرك تلك التي تحاول التملص من محاوطته لها
صعدوا السيارة فابتعدت جنات عنه.. مما جعله يرفع حاجبه الأيسر مستاء من فعلتها 
 اطلع على شقة حضرتك ولا الفندق يا باشا
 اطلع على الشقة
فتعجبت جنات من امتلاكه سكنا هنا فالټفت إليه متسائله
 هو انت عندك شقة هنا
طالعها بعدما عبث بأزرار هاتفه يدق على شقيقه ليبلغه بوصوله
 شقة وشركة كمان
استاءت من طريقته فاشاحت عيناها عنه مجددا
 ما أنا عارفه إنك بيزنس مان تقيل متقلقش
وبتوجس انكمشت على حالها وهي تراه يلتصق بها يميل نحوها فټضرب أنفاسه خدها
 بتبهريني كل شوية يا حببتي
وسرعان ما كان يبتعد عنها ينظر لهاتفه حانقا
 اكيد الاستاذ نايم أو مع واحده
وأكثر ما كان يخشاه أن يجد شقيقه بصحبة فتاة في شقته كالمعتاد عليه منه
.........
اجتذبه الصوت الذي اكتشف مصدره بعد أن توقف فوق أول درجات الدرج إنه صوت الراديو
سار نحو المطبخ يستنكر الأمر في هذه الساعة المبكرة وقد عاد للتو من الخارج بعدما قضى ليلته في شقته التي كان يقضي فيها اوقات كثيرة قبل زواجه منها 
أصابه الجمود وهو يراها واقفة بالمطبخ منهمكة في إعداد الكثير من أشكال المعجنات
 أنت بتعملي إيه يا فتون في الوقت ده
سقط كوب الدقيق من يدها تلتقط أنفاسها بصعوبة بعدما أجفلها صوته
 سليم!
اقترب منها ينتظر سماع ردها.. فأين هم الخدم لتكون هي الواقفة بهذه الساعه داخل المطبخ
هدأت أنفاسها تنظر إليه بشوق ولهفة ثم أندفعت إليه تحتضنه
 قلقتني عليك كنت فين كل ده.. ده الصبح طلع
احتضنته بقوة ولكن كما أندفعت نحوه.. ابتعدت فجأة عنه تنظر لملابسه وقد لطخته بيديها ليطالع مكان نظراتها مبتسما
 تعالي كملي الحضن ما أنت كده كده بوظتي القميص
شقت ابتسامة واسعة وجهها ليعود لسؤاله وهو يتأمل هيئتها وما تعده
 مجاوبتنيش يا فتون على سؤالي إيه اللي بتعملي
والجواب كانت تخبره به ببساطه
 بحضر لعيد ميلاد خديجة
وقبل أن يتفوه بشئ وقد استنكر جوابها.. اخذت تقص عليه ما اخبرتها به شهيرة
 هخليك تدوق احلى فطاير محشية
لم يكن يستوعب ما سمعه للتو منها فوجد ما يحشر داخل فمه تسأله متحمسه
 فاكر طعم الفطاير ديه يا سليم
وهل نسى مذاقها يوما
 هعملك شاي عشان تستمتع بطعمها أكتر
أسرعت نحو الموقد تعد له الشاي فمضغ القطعة بهدوء وهو ينظر إليها مستمتعا راضيا
 عملتي كل ده عشان خديجة يا فتون
الټفت إليه بعدما أشعلت الڼار تحت إبريق الشاي تنظر له وقد وترتها نظراته
 البنت مستنيه عيد ميلادها.. وممكن تزعل لو اتأجل
 لكن أنا ممكن أتصرف يا فتون وبسهوله كمان
اطرقت رأسها وقد وصلت رسالته.. شهيرة استغلتها وهي كانت تعلم ذلك
 هو أنت مضايق يا سليم
ازدادت ابتسامته اتساعا يجذبها لاحضانه يمنحها الجواب
 بالعكس أنا مبسوط جدا وكل يوم بكتشف اد إيه أنا اختارت الطريق الصح اللي يريحني 
عانق شفتيه بخاصتها يؤكد له قلبه أن هذه الفطرة والسذاجة التي تعيش داخلهم زوجته تزيده حب بها لأنه في الحقيقة رجلا قويا وماكرا
وصوت خرج مصډوما مستنكرا ما يرى
 سليم!
الفصل الواحد والخمسون 
_ بقلم سهام صادق
التقطت أنفاسها تمسح فوق خصلات شعرها المشعثة تنظر لهيئتها في مرآة سيارتها ترى صورة لم تعهدها من قبل.. صورة مشوشة منها باهته 
أزرار قميصها قد اغلقتها بأهمال منذ دقائق دقائق مرت عليها تخبرها بجرمها وهي تنهض من فوق الفراش عاړية تبحث عن ثيابها وترثي حالها..
لا تتخيل أنها ستوصم حياتها بهذا الخزي
عادت أنفاسها تتسارع ټضرب رأسها فوق عجلة القيادة لا تصدق أن كاظم النعماني كان من الممكن أن يراها في أحضان شقيقه بذلك الوضع
سقطت دموعها تحاول ضبط أعصابها حتى تتحرك بسيارتها مبتعده هاربة عن هنا
وها هي تلمح عبر مرآة سيارتها تلك السيارة التي اصطفت للتو ثم خرج منها كاظم النعماني ترافقه أمرأة
والمشهد منذ دقائق 
كانت غارقة بين ذراعيه تحاوط عنقه بذراعيها مستمعه.. يهمس لها بكلمات عاشقة تتخللها الوقاحة في غزله وقاحة لم تعتاد عليها ولكنها كانت سعيدة
 أمير تليفونك
توقف هاتفه عن الرنين
 

تم نسخ الرابط