حضرتك
_نسيتهم، ربنا يسامحهم.
-ربنا يديمك في حياتي يا كل حياتي.
طبعت بوسة خفيفة على عيونها، العيون اللي سحرت قلبي ووقعتني فيها، عيونها اللي كانت تايهه وباهته وقتها، حاليًا بتلمع وفيها حياة، كانت مغمضه عيونها وواقفه قدامي مبتسمه، كنت فرحان بشكلها الرقيق، فجأة فتحت عيونها وأتكلمت بخضه.
سابتني وجريت من قدامي تدور عليه، ضيعت اللحظة منكِ لله أنت وعمار الكبير والصغير، دي عيشه بقيت تقصر العمر، طب والله لأنزل أنكد على عمار الكبير زي ما عمار الصغير نكد عليا.
-أنا نازل.
-نازل أطمن على اللي بلاني البلوة دي.
كانت شايله عمار تحت أيدها كأنه بطيخة، دا منظر يرضي ربنا دا، سألتني بتعجب.
_مش فاهمة بلوة أي؟
-ولا هتفهمي، كملي أكل في عيالك أكون جيت.
-هاتيه الهادي أبن الهادي دا، مينفعش يقعد معاكِ أنت وأبنك.
_قصدك أي؟
-ولا أي حاجة، أتمنى بس محدش فيكم يقتل التاني لحد ما نرجع.
أتكلم عمار وأخيرّا، أقطع دراعي أن ما كان دا عمار الكبير ومتنكر في طفل أربع سنين.
-هي الوحيدة اللي بتقدر عليك، أنا صحتي على قدي، متخافش مش هتأكلك هي لسه متغديه.
_مراد أنت بتقول أي!
ضحكت وأنا بقرب منها وبطبع بوسة على خدها وببوس المتعلق دا، أتكلمت وأنا شايل عبدالله وبخرج من البيت.
قفلت الباب ورايا ووقفت دقيقة بسمعها وهي بتعقد معاهدة صلح بينها وبين عمار، ضحكت لأنهم كل يوم بيعملوا ألف معاهدة وبيرجعوا يأكلوا في بعض تاني، بوست خد عبدالله وأنا نازل بيه على السلم، تلات سنين وأعقل واحد في البيت والله، الدنيا زي ما فيها المُر فيها الحلو بزيادة، ووالله هي كانت كل حلويات الدنيا، دايمّا واثق في قدر ربنا أنه خير، ورغم الظروف اللي عرفتني عليها لكني كنت وأثق أن في خير محدش عارفه، وأهو عرفته حتى لو بعد سنين، خير يستحق أنتظره العمر كله.
تمت.