حكاية جميلة وممتعة بقلم ناهد خالد

موقع أيام نيوز


استمعت إليه مجرد هلاوس من المړض ! عاد ياسر ليأخذها ويذهبان لمنزلهما ..
أغلق باب المنزل وهو يشعر بالراحه أخيرا استوت الأمور بين والدته وزوجته ..
الټفت ل زهرة التي توقفت في منتصف الشقة تطالعها باشتياق وكأنها غابت عنها سنوات وليست أيام اقترب منها حتى أصبح أمامها ليحتضنها بقوة معبرا عن اشتياقه البالغ لها لتبادله الإحتضان بقوة مماثلة وهي تشعر أن روحها قد ردت إليها ابتعد عنها ليغمغم بحب 

وحشتيني أوي يا زهرة .. دي آخر مرة تغيبي فيها عن البيت ده وعني .
سألته بأعين مهتمة 
ياسر أنت سامحتني 
أومئ مرددا 
أنا مسامحك من أول يوم أصلا عشان متأكد إنك مكنتيش تقصدي الي حصل أنت الي طول الوقت بتحاولي تكسبي ود أمي مش أنت الي هتتعمدي تضربيها .
ربنا يحفظك ليا يا حبيبي .
رددتها بعشق جارف لهذا الرجل الذي يفهمها أكثر من ذاتها ليبتسم لها بعبث ونظرة ماكرة لم تستطع تفسيرها إلا حينما وجدت ذاتها بين ذراعيه وهو يهمس لها بكل الكلمات التي ذكرت في قاموس العاشقين .
وسارت الحياة ب زهرة وياسر كما
تسير حياة الجميع وبين تقلبات واستقرار بقى حبهم الشئ الوحيد الثابت .
زينب عانت من حديث المجتمع عن كبر سنها وتأخرها بالزواج حتى بعد زواجها مقتت جملة قطر الزواج عدى التي تكررت علي مسامعها مرارا ولن تنكر أنها كانت تجيد الخسف بحالتها النفسية وجعلها تنطوي على نفسها أكثر مقتنعة أحيانا أنها بالفعل قد فقدت فرصتها في بناء حياة أسرية مستقرة .
فقط إذا توقف الناس عن الحديث لم شعرت زهرة بما شعرت به يوما .. نحن من نأذي أنفسنا وليست الظروف وأكثر ما يؤذينا هو حديث البشر كلمة عابرة تقولها أنت تستقر في نفسي مستقرا طويلا من تأخر عن شئ ليس من شأنك أن تذكره بأنه قد تأخر عنه فهو يعلم هذا جيدا ولا ينتظرك لتنبه من فقد شئ ليس بحاجه لك لتذكره بأهمية ما فقده .. من الأساس لا أحد يحتاج لحديث أحد خاصة إن كان ساما مؤذيا .. فرفقا بمشاعر الآخرين .
ربما انتهت تلك الجملة التي تصف الزواج بأنه قطر وعدى من حياة زينب ولكنها مازالت تتردد على مسامع فتاة ما أخرى في مكان ما آخر .. والحكاية مستمرة .
تمت بحمد الله 
الكاتبة زينب مسعد 
انتهت للتو من حفل توقيع روايتها الأخيرة والتي تسرد سيرتها الذاتية قطر وعدى لتستمع لأحد المعجبين بكتابتها ينادي عليها أثناء خروجها من القاعة فوقفت تلتفت لتلك الفتاة التي أقبلت عليها تردد بابتسامة سعيدة 
دكتورة زينب أنا مبسوطة أوي أني قابلت حضرتك .
ابتسمت زينب بحبور وهي تردد 
وأنا أكتر .
أنا بس كان عندي سؤالين عن الرواية .
اتفضلي .
هو ليه حضرتك مذكرتيش حبك للكتابة في أحداث الرواية 
ابتسمت زينب وهي تردد 
عشان أثناء أحداثها مكنتش حبيت الكتابة لسه ولا دخلت العالم ده أحداث الرواية توقفت لحد بعد جوازي بسنه أنا بقالي 7 سنين متجوزه دلوقتي وبكتب من 5 سنين .
تمام وعندي فضول أعرف حماة حضرتك بقت كويسه معاك والتزمت بكلامها الي ذكرتيه في الرواية 
ابتسامة ساخرة زينت محياها وهي تقول بلباقة 
لو كنت حابه أوضح كنت وضحت في الرواية لكن الأحداث متوقفة عند وقت معين وفيما بعد الوقت ده متروك لخيال القارئ بعد اذنك .
انهت حديثها خارجة من القاعة لتزفر أنفاسها بضيق وهي تردد 
قال كويسة قال ..
وصلت لمنزلها لتفتح باب الشقة فوجدت الهدوء يعم المكان وهذا ما أوحى لها بخلود تؤاميها للنوم قابلتها المربية في منتصف الردهة لتسألها قائلة 
الولاد ناموا يا جيسي 
أجابتها الأخيرة بلكنتها العربية الغير سليمة 
يس مادام .. من شوية صغيرين وأكلوا قبلها .
تلفتت حولها وهي تسألها ثانية 
ياسر لسه مجاش 
نفت برأسها وهي تقول 
نو مدام لسه أنت تحبي احضر غدا 
نفت برأسها وهي تكمل طريقها للداخل 
لأ شكرا
يا جيسي هستنى ياسر .
دلفت لغرفتها لتضع حقيبتها وتلتقط هاتفها تضعه على الشاحن سريعا لا تعلم كيف نسيت وضعه على الشاحن صباحا فأنهى شحنه منها بمنتصف اليوم وهذا ما قطع اتصالها بياسر ... غيرت ثيابها وجلست تمسك هاتفها تتصفحه لترى ردود الأفعال على حفلتها الأخيرة .. بعد نصف ساعه وجدت دقات خافته فوق باب الغرفة فظنتها جيسي مما جعلها تهتف 
ادخلي يا جيسي .
فتح الباب ليظهر منه رأس ياسر فقط وهو يهتف 
ولو ياسر يرجع 
اتسعت ابتسامتها وهي تردد بملامح مرحه 
والله مش متعوده إن ياسر بيخبط على الباب .
أصل ياسر مش لوحده .
هتف بها وهو يدلف حاملا صندوق كبير مغطى بقماشه حمراء وجهت نظرها بفضول للصندوق حتى وضعه أمامها على الفراش وهتف 
أيه مش حابه تشوفي المفاجأة 
هزت رأسها بلهفة وهي تزيل القماشة لتصرخ فرحه حين وقعت عيناها على ما بداخل الصندوق فقد كان قط أبيض كبير غزير الشعر بعيون خضراء جميله رفعت عيناها ل
ياسر وهي تسأله بفرحه 
أنت مش رفضت إني أجيب قطه وقلت مبحبهمش !
هز رأسه يأسا وقال 
ومازال بس قعدت أفكر أجيبلك هدية ايه بمناسبة حفل توقيعك لكتابك الجديد
 

تم نسخ الرابط